لم يكن يعلم ناصر البيلي ان تأدية واجبه الوطني تجاه بلده وذهابه الي صندوق الاقتراع للإدلاء بصوته مكافأته برصاصة تستقر في عينه تضيع بصره وتشرد أسرته. سمع عن الحروب التي مرت بها مصر ولكنه لم يعاصرها شاهد الأسلحة وهي تطلق قذائف في السينما والتليفزيون ولكنه لم يتوقع أبداً أن يشاهدها حقيقة. لقد شاهد »البيلي« الرصاص الحي يطلقه الأمن علي المواطنين بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ يوم الانتخابات الماضية وليس ذلك فحسب بل استقرت رصاصة في عينه اليسري. والقصة كما يرويها »البيلي« يقول اسمي ناصر البيلي شحاتة أبو زيد زبلغ من العمر 40 عاما متزوج ولي طفلان أكبرهما سنه 5 سنوات وأعمل حرس أمن بموقف بيلا بمرتب 260 جنيها انهيت عملي الساعة الثامنة من صباح يوم الانتخابات وذهبت الي صندوق الاقتراع وأدليت بصوتي لأنه واجب وطني تجاه بلدي رجعت منزلي للراحة وذهبت الي عملي الساعة الثانية عشرة ليلا وعرفت بما حصل من مشاكل في الانتخابات حيث إن الموقف الذي أعمل به قريب من استاد بيلا الرياضي الذي تتم فيه عملية فرز الأصوات سألت بعض القادمين الي الموقف وعلمت أنهم من موظفي المحليات المشرفين علي لجان الانتخابات وأجابوني أن البلطجية اشعلوا النيران في خيمة الفرز فقمت علي الفور بتأدية عملي كحارس أمن بالموقف بمساعدة مدير الموقف واتصلنا بسائقي السيارات الذين قد أنهوا عملهم وتوجهوا الي منازلهم للراحة. حضر السائقون وقمنا بمساعدة الموظفين في ركوب السيارات وبقي عدد منهم علي الأرض، توجهت منتصف الموقف لاحضار سيارة توصلهم الي دسوق ولم أد وأثناء عودتي شاهدت سيارة مصفحة تطلق قنابل مسيلة للدموع وفجأة انطلق رصاص في المكان يأتي من اتجاهات متعددة داخل الموقف لأن الموقف منطقة عمل وكان الموجودون به يحملون حقائب سفر ويزدحم بالمسافرين وإذ برصاصة تستقر في عيني اليسري حملني أحد رواد الموقف بسيارته الي مستشفي بيلا المركزي ادخلوني الاستقبال وكانت حالتي صعبة جداً والدم يسيل من عيني استيقظت في مركز طب وجراحة العيونبالمنصورة في اليوم التالي وبعد افاقتي شعرت بأن الرصاصة لاتزال في عيني سألت الطبيب عن حالتي قال »الله يعوض عليك في عينك« ومع كل ذلك لم يسأل علي حد من المسئولين وكانوا سببا في ضياع حقي في اثبات حالة اصابة العمل حيث أن الطبيب اتصل بمركز شرطة بيلا لتحرير محضر بالواقعة ولكن لم يهتم أحد والمحضر الذي حرره أمين شرطة قسم أول المنصورة ووقعت عليه لم أجده كافأني المسئولون بغلقهم الأبواب في وجهي ذهبت الي محافظ كفر الشيخ ورويت له ما حدث فقال لي »وأنا أعملك ايه روح اشتكي« فطلبت منه فرصة عمل لزوجتي التي لم أكن أوافق علي عملها أثناء قوتي وكان رده صعباً حيث قال »معنديش شغل« يعاملني المسئولون كأنني أنا الجاني ولست المظلوم المجني عليه ولكن ثقتي في الله كبيرة جداً ان يقف بجانبي ويسخر لي من المسئولين من يوفر عملاً مناسباً يناسب حالتي ويوفر لزوجتي فرصة عمل لكي أستطيع أن أعيش.