منذ سنة كتبت هنا عن مشكلة الصديقة كوكب محمد نجيب الريس السفيرة الدائمة السابقة بجامعة الدول العربية، فقد تقدمت السيدة الفاضلة للحصول على تأشيرة لزيارة القاهرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وللأسف لم تحصل عليها حتى اليوم، وكلما ذهب المحامى الخاص بها للمسئولين قالوا له مازالت الدولة تغلق باب التأشيرات للسوريين. قبل عام اتصلت بى وقالت لى: إن السلطات المصرية تمنع السوريين من دخول مصر خوفا من العمليات الإرهابية، وأنها تقدمت بطلب للدخول وتم رفضه، وأن المحامى الخاص بها عندما ذهب إلى مجمع التحرير طلب منه أن تتقدم بطلب دخول مصر للعلاج، وبالفعل منذ أكثر من شهر تقدمت الصديقة بالطلب، وحتى هذه اللحظة لم توافق السلطات المصرية على دخول الصديقة مصر، بعد أيام من هذه المحادثة اتصلت بى مرة أخرى وعرفت منها أن قرار المنع يشمل أصحاب الجنسيات السورية والليبية واليمنية والفلسطينية والتونسية، لماذا؟، خوفا من تسلل بعض الإرهابيين إلى البلاد. وماذا عن التماس العلاج الذي تقدمت به؟ لم تبت فيه السلطات، ولا أعرف لماذا تغلق مصر بابها فى وجوهنا؟، دى مصر بلدنا وبلد كل عربى، إذا كانت مصر ترفضنا فمن الذى سيقبلنا، أنا لا أستطيع ان أذهب لأى بلد آخر، عندما أفكر فى تغيير اقامتى لا يمكن أن أذهب لبلد غير بلدى، ومصر هى بلدى ووطنى ووطن كل العرب. هذا هو الجزء الظاهر من الحكاية، الجزء الخفى والمدهش فى القصة، ان هذه الصديقة كانت تعمل سفيرة لبلادها فى جامعة الدول العربية، وكانت تعيش فى مصر لسنوات طويلة، كما أنها تقاعدت منذ سنوات، وجميع أموالها ومدخراتها وديعة فى أحد البنوك المصرية منذ سنوات طويلة، كما أن هذه الصديقة ابنة الكاتب الراحل نجيب الريس، وشقيقها أكبر ناشر فى الوطن العربى، صاحب مؤسسة نجيب الريس، وهذه السيدة الفاضلة التى تجاوز عمرها الستين بسنوات لم تنجب وتعيش وحيدة، وبعد تدمير سوريا ترغب فى أن تعيش الأيام المتبقية لها فى بلدها مصر، ومنذ شهور وهى تحكى لى عن حلمها هذا، تستأجر حجرة فى فندق بحى جاردن سيتى، كانت تعيش فيه من قبل، قالت لى إن أغلب سكانه من الدبلوماسيين، وهو أفضل من الحياة بمفردها فى شقة، فى الفندق سوف يوفرون لها الخدمة والطعام والشراب وجميع ما تحتاجه، كما أنه أمان وطمأنينة لأنها تعيش وسط جماعة، فى الرسيبشن تستطيع أن تستقبل ضيوفها، ومن خلال موقع الفندق بوسط المدينة يمكنها الانتقال للمكان الذي ترغب فى زيارته، وعندما لا قدر الله تمرض يحضرون لها الطبيب. هذه السيدة الفاضلة التي تجاوز عمرها الستين سنة بسنوات ما الخطير فى سيرتها على أمن مصر؟، ولماذا نستغبى دائما ونعمم السيئة؟، هل دبلوماسية مسنة من الممكن أن تقوم بعمليات إرهابية؟، هل ستقوم بحمل السلاح أو تصنيع المتفجرات أو تفخيخ الأشجار والسيارات؟.، من الذي منع هذه السيدة من دخول مصر؟، ولماذا تقوم هذه الجهة بمنع من في سنها؟، ولماذا تحت مزاعم حماية الأمن نغلق الباب فى وجه الجميع؟.