"نجاح".. قصة كفاح مشرفة ومضيئة بالمنيا

مهما نالت المرأة من تكريم، سواء من الدولة أو من بر أولادها وإعترافهم بجميلها، لن يكون ذلك كافيا أو ردا لذرة من قطرات العرق والكفاح، لتربية ورعاية أولادها، حتى حصلوا على
مناصب قيادية، أو مراحل تعليم مرتفعة، فهى من حملت بهم بكل حب وتفانى وخوف، برغم اللآام، وهى من سهرت الليل والناس نيام للعمل على راحتهم وتربيتهم، حتى بلغوا مراحل تعليمية مختلفة وعالية، فيكفينا ويكفيها أن الله عز وجل جعل الجنة تحت أقدامها.
كانت تلك بعض الكلمات التى استحقتها عن استحقاق وجدارة، "نجاح حسن ندى" والتي تبلغ من العمر 60 عاما، والتى حصلت على لقب الأم المثالية، حيث سادت حالة من الفرحة الكبيرة، بين أهالى شارع عبد الصبور بحي أبو هلال الشعبى بمدينة المنيا، بعد حصول إحدي السيدات التي تقطن تلك المنطقة الشعبية، والتى غالبا ما تأوى الكادحين والمطحونين ومحدودى الدخل، على لقب "الأم المثالية " بالمنيا لهذا العام .
فهي تعمل كعاملة بمدرسة اللغات، منذ سنوات طويلة، وهي أم لثلاثة أبناء وقامت بالصرف عليهم بعد أن طلقها زوجها، منذ أكثر من 20 عاما، ونجحت فى تعليمهم بشكل كبير.
وقالت الأم لبوابة الوفد، ربنا أعاننى على تربية وتكملة مشوار حياتى أنا وأولادى، فبعد أن طلقنى زوجى، عملت بمبلغ لا يتعدى ال45 جنية، وكنت ادفع نصفة إيجار غرفة بسيطة بأحد المناطق، وكنت اصرف منه على أبنائى لكي يكملوا تعليمهم، والحمد لله جميعهم حصلوا على مؤهلات عالية، فابنى الكبير ويدعى "منتصر" أصبح أستاذًا بكلية الآداب، وبناتى "مروة" فى كلية الآداب، والأخرى تدعى ميرفت، حصلت على بكالوريوس تجارة.
واستكملت الأم حديثها، أنها عانت في حياتها كثيرا، وشربت المرار من أجل المحافظة على تربية أولادها، وكانت لا تجد قوت يومها في بعض الأحيان، ولكنها صبرت على الشقاء وتعب المعيشة هي وأبنائها، وكانوا يأكلون أبسط الطعام، فحياتها كانت على الكفاف، إلى أن تم تثبيتها فى وظيفتها، وأصبح ابنها الكبير أستاذا جامعيا، وحينها شعرت بأن تعبها في الحياة لم يضيع هدرا وهباء.
وجهت الأم رسالة شكر إلى محافظ المنيا والمسئولين في مديرية التضامن الاجتماعي، وأكدت أن أمنيتها في الحياة، أن تنال لا رحلة عمرة أو حج، حتى تقابل ربها وهى مؤدية كل سننه وفرائضه، بعد أن أتمت رسالتها فى تربية أولادها على أكمل وجه .