العاطل عن العمل هو الشخص القادر على العمل ويبحث عنه ولا يجده، إذن ليس كل من لايعمل يعتبر عاطلاً ما دام لا يبحث عن عمل، ولن يتم حل هذه المشكلة أو التخفيف من حدتها إلا بتحديد حجم المشكلة، أسبابها أطرافها وحلولها،، وقد أفاد الجهاز المركزى للإحصاء بأن نسبة البطالة للقوى العاملة حوالى 13% مما يعنى أكثر من ثلاثة ملايين عاطل، وترجع أسباب البطالة إلى عدة أسباب منها: 1 – عدم رغبة بعض الشباب فى العمل أصلاً وتراجع ثقافة العمل الدؤوب وإتقانه, ولاتزال الوظيفة الحكومية تمثل الرغبة الأولى لشباب الخريجين. 2- طلب بعض الشباب وظائف تفوق مؤهلاتهم وقدراتهم. 3 – انخفاض الاستثمارات المحلية والخارجية مما أدى لعدم توافر فرص عمل جديدة وجذابة للشباب. 4 – الوضع السياسى والأمنى فى السنوات الأخيرة أدى لخروج استثمارات كثيرة من مصر، والانخفاض الشديد للسياحة القادمة لمصر مما أفقد مئات الآلاف من العاملين وظائفهم فى مختلف القطاعات العاملة بالسياحة والصناعات والخدمات المغذية لها. 5 – انخفاض مستوى الخريجين سواء من التعليم الثانوى الصناعى أو الجامعات والمعاهد العليا، مما أدى إلى وجود وظائف متميزة لاتجد الكفاءات التى تشغلها. ورغم وجود مشروعات كثيرة لتوظيف الشباب مثل المبادرة القومية للتوظيف والمبادرة الإماراتية للتدريب والتوظيف وعشرات المشروعات الأخرى، إلا أن هذه المشروعات لاتجد الأعداد الكافية للوظائف المطلوبة فى الشركات والمصانع، وبالتالى لا توجد أزمة فى الوظائف المتاحة ولكن الأزمة فى قبول الشباب الوظائف والانتظام فى العمل والإخلاص له وكل القواعد المتعارف عليها فى أى عمل فى الدنيا، بل إن كثيراً من الشباب الذى لايجيد أى عمل ومؤهلاته الدراسية وقدراته متواضعة ويريد أن يعمل مديراً، مدير إيه مش مهم لكن مدير وخلاص، إننى أتفهم طموح الشباب وأن لديه حياة واحدة ليعيشها، ولكن هناك فارقاً كبيراً بين الطموح وبين الأحلام والأمانى «وما نيل المطالب بالتمنى». الكثير من الشباب يعمل بجد وتفانٍ وإخلاص وهذا هو الشباب الذى نعول عليه فى البناء والمستقبل، وكلما زاد عدد هؤلاء الشباب زاد أملنا فى المستقبل، ولكن كثيراً من الشباب لايجيد سوى الشكوى ويبحث عن العمل طول الوقت لدرجة أنه ليس لديه وقت ليعمل، وأستطيع أن أقول بثقة إن أى شاب أو شابه يريد فعلاً أن يعمل سيجد وظيفة مناسبة أو شبه مناسبة ويستطيع أن يكافح ويبنى مستقبله بشرف، أما الوظيفة المريحة المضمونة وساعات عملها قليلة ومرتبها كبير فهذه أضغاث أحلام، والدنيا لا تعطى أحداً كل ما يريد، المشكلة فى الشباب وليست فى سوق العمل . أثق فى أنه لايوجد حل واحد لمشكلة البطالة ولكن يوجد خمسون حلاً يخفف من المشكلة، والحل المعتمد عالمياً هو الاستثمارات التى تولد الوظائف والطريق الذى استخدمته الدول هو إنشاء مشروعات البنية الأساسية التى تتطلب أعداداً كبيرة من العاملين وتهيئ البلاد لإقامة مشروعات صناعية وزراعية، ولعل المؤتمر الاقتصادى مارس 2015 سيكون فرصة جيدة للاستفادة من خبرات الدول ليس فقط الاستثمارات داخل مصر ولكن أيضاً فى حل مشكلات البطالة بحلول ابتكارية وإتاحة وظائف متنوعة تمتص جزءاً من البطالة. الإقبال على العمل حالة مجتمعية يساهم فيها كل المجتمع من تعليم وتدريب وإعلام وقوانين وأحزاب وجمعيات، كل المجتمع عليه دور لمكافحة البطالة وآثارها الخطيرة، والآباء والأمهات يجب أن يشجعوا الأبناء على العمل ليتعلموا قيمته ويبنوا مستقبلهم بأنفسهم، ومن لايعمل ويتقن عمله فلن يجد لنفسه مكاناً فى المستقبل.