بكل المقاييس نجحت دعوة حزب الوفد، ل«لم الشمل» بين الأحزاب السياسية، فقد توافد على بيت الأمة مساء «السبت» الماضى رؤساء ووفود «19» حزباً سياسياً وقيادات «4» تحالفات سياسية، لحضور الاجتماع التاريخى الذى انعقد بمقر حزب الوفد، بهدف تكوين ظهير مدنى للدولة الوطنية، لقد فوتت الأحزاب والقوى السياسية المدنية الفرصة على الذين يصطادون فى الماء العكر، والذين دائماً ما يتغنون بضعف الأحزاب بدون مبرر أو مناسبة.. التظاهرة السياسية التى شهدها بيت الأمة، لجمع شمل الأحزاب المدنية، تخرس كل الأصوات التى تسعى الى تفتيت شمل الأمة، والتى لا يعنيها سوى الخراب والدمار خاصة الأصوات العالية من الذين يعتلون منابر الرجعية والحزب الوطنى المنحل وأصحاب المصالح الخاصة ممن أفسدوا الحياة السياسية بمهاتراتهم وأفعالهم وتصرفاتهم النكراء. ولأننا فى مرحلة «لم الشمل» ونبذ الفرقة، والإقصاء، فلا داعى للرد على الذين يسعون فقط الى إفشال.. كل ما هو وطنى، فهؤلاء لا يستحقون أصلاً الاهتمام بما يقولوا لأن هدفهم هو تعطيل «المراكب السايرة» ولا غير ذلك، فى اجتماع الأحزاب والقوى السياسية تم الافاق على ثلاثة بنود رئيسية وهى كفيلة بنجاح مهمة «لم الشمل»، الأول هو تشكيل تحالف سياسى موحد فى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائم على دعامة رئيسية وهى نبذ الخلاف والفرقة ولا يعرف سياسة الإقصاء، ولا فرق بين حزب قديم أو حديث، أو كما يقول البيان الصادر عن الأحزاب المجتمعة انه لا تمييز ولا محاصصة ولا تمييز بين حزب يدعى الشعبية، وآخر ناشئ جديد، فالكل سواسية. والثانى: هو أن هذا التحالف السياسى الانتخابى قائم على وثيقة سياسية تتضمن مجموعة من المبادئ. والثالث: هو تشكيل لجنة اقتراحات تختص بوضع الأسس والمعايير لاختيار المرشحين فى الانتخابات، وينبثق منها آلية تحكيم تهدف الى الفصل فى أى نزاع قد ينشأ حول اختيار المرشحين. هذه المعايير الثلاثة دليل دامغ على أن اجتماع الأحزاب فى بيت الأمة حقق النجاح المطلوب منه، وسيتم غداً «الثلاثاء» استكمال باقى المشاورات ووضع الاتفاق موضع التنفيذ.. وأجمل ما فى هذا الشأن هو انطلاق الأحزاب من ثوابت رئيسية هدفها بالدرجة الأولى حب مصر وانطلاقاً من المسئولية الوطنية، للعبور بالبلاد الى بر الأمان فى هذه المرحلة الغارقة، ولذلك انطلاقاً من مبادئ ثورتى 25 يناير و30يونية بشأن الحرية والديمقراطية والتنمية والحياة الكريمة للمواطنين. فى اجتماع الأحزاب المدنية تم الاتفاق على وضع ميثاق شرف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة ونظيفة من أية شوائب، وهذا هو المطلوب فى هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر.. ونجاح الأحزاب فى التوحد مطلب شعبى بالدرجة الأولى فى وجه كل من يفكر أن ينال من استقرار هذا البلد العظيم، فعلى الطريق سيروا ولا يأخذكم لين أو هوان فى سبيل تحقيق هذا الهدف السامى.