هل من يقتل بريئا متعمدا تحت زعم الجهاد فى سبيل الله سوف يخلد فى النار مثل قاتل النفس للسرقة أو الترويع أو النهب؟، هل من يقتل معتقدا أنه قتله لنصرة دين الله لن يعاقب بالخلود في النار؟، السؤال بصياغة أخرى: هل الإرهابي الذى يقتل الجنود والضباط فى الشرطة والجيش وغير المسلمين إيمانا بأنهم طواغيت ومرتدون وكفرة سوف تطبق عليه قاعدة الخلود فى النار؟، هل قول الله عز وجل فى سورة النساء/93: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما»، سوف يطبق على الذين يقتلون باسم الله ونصرة لدينه؟. تابعت بالأمس خبر مقتل الإرهابي المصرى إسلام يكن فى عملية انتحارية بمدينة كوبانى السورية، وقرأت الوصية المنسوبة إليه، ولفت انتباهي بشده انه وزملاءه فى داعش يستحلون دماء المسلم والمسيحى واليهودى وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، حيث قال مخاطبا أصحابه: «يا إخوة التوحيد في شتى بقاع الأرض عامة، أشهد الله إني أحبكم في الله جميعا وأسأله تعالى أن يجمعنا بهذه المحبة تحت ظل عرشه وفي الفردوس الأعلى، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، وجاهدوا أعداء الله من الكفار عباد الصليب واليهود والمرتدين الطواغيت وجيوشهم، اذبحوا رقابهم بسيوفكم وافلقوا رؤوسهم برصاصكم وفجروا أجسامهم بأحزمتكم وعبواتكم ولا تنسوا المفخخات، فإنها أنكى وأفجع ومن فضائل الأعمال لنيل رضوان الرحمن». المدهش والملفت للانتباه أن المنتحر إسلام يكن لم يكن على يقين أن ما يقوم به من قتل وسفك دماء يرضى الله، وأغلب الظن أنه مات وبداخله قلق وحيرة، وهذا يتضح فيما نشر منسوبا إليه، حيث قال: «أسأل الله العظيم ألا أكون ممن قال فيهم: «وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا »الفرقان 23، أو ممن قال فيهم: « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا» الكهف 104 وأن يجعل أعمالي كلها صالحة ولوجهه الكريم خالصة ويتقبلها بقبول حسن». فذكر إسلام لقوله تعالى فى سورة الفرقان وفى سورة الكهف يؤكد تخوفه من أن يكون عمله: «هباء منثورا»، أو أنه من الذين: «يحسبون أنهم يحسنون صنعا»، وهذا القلق الذى صاحب إسلام حتى موته يدفعنا إلى ان نسأل شيخ الأزهر وفضيلة المفتى وكل من له قدرة على الفتوى بالمؤسسات الدينية الحكومية، هل من يقتل الأبرياء تحت زعم الجهاد فى سبيل الله ونصرة دينه يعد قاتلا؟، ما حكم رافع راية الجهاد ونصرة كتاب الله تعالى عند قتله المجند والضابط والمواطن (غير المسلم)؟، هل سيسرى عليهم حكم الله عز وجل فى سورة النساء: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما»؟. السؤال بصياغة أخرى أكثر واقعية، الشاب إسلام يكن غرر به، واعتقد اعتقادا خالصا بأن الحاكم وجنوده من الطواغيت والمرتدين، وأن المسيحى واليهودى وغير المسلم بشكل عام كفرة، وأن نصرة كتاب الله عز وجل تستوجب قتلهم، وأن قتالهم يجوز فيه التفجير والتفخيخ والعمليات الانتحارية، ما هو الحكم الشرعي عند موت إسلام وغير إسلام؟، هل سيعامل معاملة القاتل المتعمد للمؤمن البريء؟، هل سيكون عقابه الخلود فى النار؟، هل الله سيعفيه من الدماء والتخريب لصدق نواياه الطيبة؟، هل سيكون عقابه مخففا لأنهم غرروا به؟، هل سيشمل حكم القتل الخطأ لاعتقاده الخطأ؟.