في البيان الرئاسي الذي صدر مساء أمس الأول، كان حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي رعاية أسر الشهداء والمصابين في أحداث ثورة 25 يناير، بعد صدور حكم البراءة للجميع في محاكمة القرن، وهو نفس المسلك الذي سلكته المحكمة عندما نوهت إلي ضرورة عدم التخاذل بشأن أسر الشهداء والمصابين.. والبيان الرئاسي لم يغفل أبداً ضرورة التنويه إلي أنه لا تعليق أبداً علي أحكام القضاء، لأنه وكما قلت بالأمس، يوجد في بلدي قضاء مستقل. وفي كل أنحاء الدنيا لا يجب أبداً لأحد أن يعلق علي أحكام القضاء، وبشأن القضية التي كان محل اهتمام العالم أجمع، كانت تنظر شقاً جنائياً بحتاً وتفصل في وقائع اتهامات أسندتها النيابة العامة إلي المتهمين، ولم تكن تنظر المحكمة قضايا سياسية. اهتمام الدولة في مصر الجديدة بأسر الشهداء والمصابين هو واجب وطني بالدرجة الأولي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتغافله أو ننساه ولذلك حرص الرئيس السيسي علي تكليف مجلس الوزراء باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمراجعة موقف أسر الضحايا خلال ثورة 25 يناير الذين قدموا حياتهم من أجل رفعة هذا الوطن الغالي علي نفوس الجميع.. وكما قال البيان الرئاسي فإن مصر الجديدة التي تمخضت عن ثورتي 25 يناير و30 يونيه ماضية في طريقها نحو تأسيس دولة ديمقراطية حديثة قائمة علي العدل والحرية والمساواة ومحاربة الفساد تتطلع نحو المستقبل ولا يمكن أبداً أن تعود إلي الوراء. فعلاً لا عودة إلي الوراء مطلقاً والذين يتصورون أن الفساد الذي استشري بالبلاد طوال الحكم الأسبق واهمون، فلا رجالات الحزب الوطني الفاسدين سيعودون مرة أخري ولا مكان لهم أصلاً في مصر الجديدة، ولن تهدأ للدولة سريرة أبداً حتي يتم اقتلاع جذور الفساد المعشش مثلما الحرب قائمة علي الإرهاب، فالدولة المصرية الجديدة تحارب علي محورين أساسيين هما القضاء علي الفساد وأصحابه ومؤيديه، واقتلاع جذور الإرهاب كاملة. والقارئ بعناية للبيان الرئاسي يجد أن هناك استجابة فورية وسريعة بإدخال تشريعات جديدة علي قانون الإجراءات الجنائية وهو ما وجه به «السيسي» لجنة الإصلاح التشريعي بإعداد تقرير بشأنها تحقيقاً للصالح العام.. والهدف من ذلك كله هو تحقيق العدالة ومكافحة الفساد كسمة أساسية من سمات دولة سيادة القانون التي تؤسس لها مصر الجديدة في مرحلة ما بعد الثورة وكما قال البيان الرئاسي. نحن إذن أمام مرحلة جديدة، لنقل عليها ثورة تشريعية تتواكب مع ثورة 30 «يونيه» حتي تتواءم نصوص القوانين وطبيعة المرحلة الجديدة والواقع علي الأرض.. وأما الذين يصطادون في الماء العكر ويظنون أنهم حققوا مكاسب سياسية في هذه الآونة فهم أكثر وهماً، وأصحاب خيال مريض. فمصر لن تعود إلي الوراء ولن يتمكن أحد مهما كان أن يعطل مسيرة البلاد الجديدة.