لا تلوموا القاضى على حكمه ببراءة مبارك وشركائه فى قضية محاكمة القرن، المحكمة اعتمدت فى حكمها على أدلة، لم يقتنع ضميرها ويقينها بأن هناك دليلاً لمعاقبة المتهمين بقتل المتظاهرين فى أحداث 25 يناير، ولا يجوز التعقيب على أحكام القضاء طالما ارتضينا بحكم القانون لكن الذى يجوز أن نسأل عنه هو من الذى قتل المتظاهرين إذا كان مبارك والعادلى غير مسئولين عن قتلهم، فقد تخلى مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير عام 2011، بعد تقديم مئات الشباب أرواحهم من أجل أن ننعم بالحرية، قال المستشار محمود الرشيدى قاضى محاكمة القرن إن عدد القتلى الذين تضمنته أوراق القضية 238 قتيلاً وعدد المصابين 1588 مصابًا فمن قتل وأصاب هؤلاء؟ إلى حين نظر محكمة النقض طعن النيابة على أحكام البراءة، لابد أن تبحث الحكومة عن إجابة لهذا السؤال: من قتل أبناءنا، ومن المسئول عن إراقة دمائهم فى الميادين، مطلوب تحريات أمنية وتحقيقات تجريها النيابة حول قتل المتظاهرين، واقتحام أقسام الشرطة وسرقة الأسلحة وهروب المساجين أو تهريبهم حتى يطمئن الشعب على أنه لن يفلت أحد من القصاص. لن يعود نظام مبارك كما تنبأ الإخوانى، الهارب محمد محسوب على قناة الضلال، كما لن يعود حكم الإخوان بعد أن طهرنا البلد منهم بثورة 30 يونية. لم تتم إدانة مبارك، كما قال محسوب حتى لا يكون إدانة للنظام، هذا الكلام الملغم لا يبغى «محسوب» من ورائه مصلحة البلد، انه يغذى به بذور الإرهاب والفتنة، المحكمة قالت لا وجه لإقامة الدعوى فى قتل المتظاهرين ولابد من احترام الشرعية، واحترام أحكام القضاء التى جاءت حيثياتها فى آلاف الأوراق. المفترض أن تتم محاكمة مبارك على كل سنوات حكمه، ولكن تمت محاكمته على 14 يومًا فقط منذ قيام ثورة 25 يناير حتى خلعه يوم 11 فبراير، لماذا لم يقدم إلى محاكمة سياسية على الخراب الذى تسبب فيه هو وولده جمال خلال 30 عامًا، من المسئول عن هذا الخراب، من المسئول عن تضخم ثروات العصابة التى استفادت من وجود مبارك على رأس الحكم وارتكبت كل أنواع الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى، من المسئول عن انتشار السرطان والأمية والفقر فى المجتمع المصرى خلال 30 عامًا، لماذا لم تسترد أموال الشعب التى تم تهريبها إلى الخارج، والأراضى التى استولت عليها العصابة فى الداخل وجمعت من ورائها المليارات، لماذا لا يحاكم مبارك على تجريف الحياة السياسية وتخريب الأحزاب وتزوير الانتخابات، واخراج مصر خارج التاريخ فى عهده. لقد قام الشعب المصرى بثورتين عظيمتين وأطاح برئيسين ولكنه لم يجن ثمار الثورتين حتى الآن، وإذا كان نظام مبارك فاسدًا ومستمرا فساده حتى الآن، فإن نظام مرسى خائن ومستمر إرهابه إلى الآن.