حالة من الارتياح تسود مجتمع سوق المال عقب كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً ودعوته دول العالم إلي حضور قمة مصر الاقتصادية المقرر عقدها فبراير المقبل التي ستكون الباب الملكي لاستقبال المزيد من الاستثمارات الأجنبية. أكد اقتصاديون وخبراء سوق مال أن كلمة الرئيس التي تضمنت جانباً اقتصادياً سيكون لها تداعياتها الإيجابية علي الاستثمار والاقتصاد خلال الفترة القادمة، إذ إنها بمثابة رسالة طمأنة للعالم والمستثمرين والمؤسسات المالية الأجنبية للأوضاع داخل السوق المصرية، وأن مصر الجديدة علي المسار الصحيح. قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادى أستاذ التمويل: «إن خطاب الرئيس جاء شاملاً وقوياً يعكس حالة من التوافق داخل دولة مصر الثابتة التى تقوم على مبادئ المواطنة والعقد الاجتماعى وتحارب التطرف وتحترم الحقوق وترقى بقيم العدالة والقانون إلى مكانة التقديس، خاصة أن مصر تتطلع إلى المستقبل بعين تدرك أهمية التنمية المستدامة فى تجفيف منابع الإرهاب وتحقيق الرفاهية لكافة المواطنين، وتدرك قيمة عمقها الإقليمى العربى والأفريقى ولا تكل فى المطالبة بسلام عادل وشامل يقوم على احترام القانون الدولى والمعاهدات الدولية». وتابع أن الدعوة إلي المشاركة إلي مؤتمر مصر الاقتصادى المرتقب عقده فى فبراير القادم ودور الاقتصاد فى تحقيق الاستقرار والعدالة ونبذ العنف ستكون لها التداعيات الإيجابية علي الاستثمار وتدفقاته خلال الفترة القادمة. وأشار إلي أن عقد الرئيس اجتماعات على هامش حضوره الجمعية تهدف إلى تدشين مشروعات عملاقة وإلى إيجاد شراكة اقتصادية مع مؤسسات كبرى مثل بورصة شيكاغو وعدد من المستثمرين الكبار فى الولاياتالمتحدة بهدف تدشين بورصة سلعية كبرى فى مصر ومنطقة لوجيستية ومدينة تجارة عظمى كلها على أراض مصرية سيكون له الأثر الإيجابي، خاصة أن هذه المشروعات ستكون بسواعد المصريين للحد من أزمة البطالة وضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتحسين أوضاع ميزان المدفوعات المصرى وتحقيق تنمية شاملة ترتكز على عدد من المشروعات يحتضنها المشروع الأكبر الذى وصفه الرئيس بأنه هدية مصر إلى العالم وهو ممر تنمية قناة السويس، مما يؤكد علي إعادة مصر إلى بؤرة الاهتمام الدولى من خلال مشروع يحقق منافع متبادلة ومصالح مشتركة بين مصر والعديد من دول العالم. وأوضح الدكتور معتصم الشهيدي، خبير أسواق المال، أن كلمة الرئيس تضمنت جزءاً اقتصادياً وهي تعد المبادرة الأولي لرئيس مصري، مما سيساهم في تفاؤل المستثمرين تجاه الاقتصاد الوطني، خاصة أنه أوضح حقيقة الأوضاع بشكل دقيق. وقال: «إن مشروع تنمية قناة السويس هو هدية مصر للعالم، بمثابة إشارة قوية للعالم لاستقبال استثمارات أجنبية للعمل بالمشروع، مما ينعكس علي النمو الاقتصادي خلال الفترة القادمة، في ظل الاستعداد الدولي للاستثمار في السوق المحلي بعد إيضاح الصورة بشكل دقيق عن الأوضاع في البلاد، وموقف الدولة من الإرهاب والعمل علي استئصال جذوره من المجتمع». وقال هاني توفيق، خبير أسواق المال رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للملكية الخاصة: «إن الوضع الاقتصادي واستقراره بات واضحاً للعالم، مما سيسهم في تدفق الاستثمارات الأجنبية خلال الفترة القادمة، لكن ذلك يتطلب استقراراً أمنياً، خاصة أن النمو الاقتصادي مرتبط بالمنظومة الأمنية التي تتيح الفرصة للاستثمارات الأجنبية بالتواجد في السوق المحلي دون أي مخاوف». وأشار إلي أن الدولة ستشهد انطلاقة قوية خلال الفترة المقبلة في ظل وجود مشروعات عملاقة، يتصدرها مشروع تنمية قناة السويس الذي سيكون له الدور الأكبر في تعزيز إيرادات الدولة والعمل علي تخفيض عجز الموازنة العامة. وأوضح وائل أمين، خبير أسواق المال، أن البورصة ستكون الأكثر استفادة من كلمة الرئيس، حيث أنها ستعمل علي استقطاب شرائح جديدة من المجتمع في ظل حالة الاطمئنان والاستقرار التي يشدد عليها الرئيس بصورة مستمرة، متوقعاً أن يكون للمؤسسات الأجنبية الدور الأكبر في البورصة خلال المرحلة القادمة.