صوت الإسكتلنديون، اليوم، على البقاء جزءا من المملكة المتحدة أو إنهاء وحدة استمرت 307 أعوام، في استفتاء ستكون له تداعيات بعيدة المدى. ومن المرتفعات والجزر النائية في إسكتلندا إلى أحياء جلاسجو، انقسم السكان بالتساوي بشأن تصويت يتابعه عن كثب حلفاء بريطانيا، والمستثمرون، والمناطق المضطربة في الداخل والخارج. وأظهرت استطلاعات الرأي، التي أجريت قبل التصويت، أغلبية طفيفة لمن يفضلون البقاء جزءًا من المملكة المتحدة، لكن النتيجة ستتوقف على مئات الآلاف من الناخبين، الذين لم يكونوا حسموا أمرهم مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها. وبعث نجم لعبة التنس أندي موراي رسالة قوية في اللحظة الأخيرة تدعم الحملة المؤيدة للاستقلال والتصويت "بنعم"، وكتب في تدوينة في حسابه على تويتر: "دعونا نفعل هذا"، بعد أشهر من الصمت بشأن آرائه. ويرى كثير من الناس أن المسألة تتعلق بالاختيار بين "القلوب أو العقول"، وما إن كانت المشاعر العاطفية ستتغلب على المخاوف العملية من المخاطر وعدم اليقين الذي ستواجهه دولة مستقلة. وقال أول ناخب في مبنى محكمة ويفرلي في إدنبرة، وهو رجل أعمال اكتفى بذكر اسمه الأول رون: "لقد انتظرت طوال حياتي هذا (الاستفتاء)"، وأضاف "حان وقت الانفصال عن إنجلترا، (نعم) للاستقلال". وبينما يتحدث كان اثنان من العمال يمران مسرعين، وهما يهتفان "صوتوا بلا". ويقول الذين يعارضون الاستقلال، إن الانفصال يمكن أن يتسبب في تباطوء النمو الاقتصادي، ويؤثر على القدرة الدفاعية للمملكة المتحدة، ويهدد وحدة دول أخرى، ويرجح كفة من يريدون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويقول الذين يؤيدون الاستقلال، إنهم يرون مستقبلًا مشرقًا لأسكتلندا المستقلة في أوروبا، ومجتمعا أكثر نزاهة ودفاعا جيدا، وتعاونا اقتصاديا مع لندن. وأدت هذه القضية إلى الانقسام داخل الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء، بل وخلقت جوًا من الإثارة القوية في هذا البلد. ودفع احتمال انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، سادس أكبر اقتصاد في العالم والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، المواطنين والحلفاء على حد سواء إلى التساؤل عن التبعات، بينما حذرت المؤسسات المالية في حي المال في لندن من حدوث اضطرابات في السوق. ووحد السياسيون البريطانيون، والبنوك، ورجال الأعمال، صفوفهم، ليحذروا من المصاعب الاقتصادية، والوظائف التي ستضيع، وانتقال رؤوس الأموال إذا قرر الأسكتلنديون الاستقلال. والدفاع سيكون موضع تساؤل كبير، حيث تقع ترسانة نووية بريطانية تحملها الغواصات في أسكتلندا، وهي جزء من دفاعات حلف شمال الأطلسي. وأوضحت الولاياتالمتحدة أنها تريد أن تبقى المملكة المتحدة، حليفها الرئيسي في أوروبا، موحدة. وحذر زعماء أوروبا من أن استقلال أسكتلندا سيجعلها بحاجة للتقدم بطلب جديد للانضمام مرة أخرى للاتحاد الأوروبي، وأنها قد تواجه معارضة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن عددًا يصل إلى 600 ألف ناخب لم يحسموا أمرهم، مما يجعل من الصعب تحديد النتيجة. ويتوقع أن تعلن النتيجة في وقت مبكر من صباح غد الجمعة.