في أي عاصمة من عواصم العالم تهتم السلطات التنفيذية بمداخل العاصمة من كل نواحي التجميل والتشجير والنظافة والطرق المرصوفة كي تبدو جاذبة للداخلين إليها والخارجين منها خاصة الذين يزورنها للمرة الأولى من الأجانب والسائحين بشكل محدد وحسب ما يقولون إن الانطباع الأول يدوم فقد زرت العديد من دول العالم ورأيتهم يركزون على العناصر الجمالية التي تلفت نظر الزائر. فمثلا وانت تدخل مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات يزدان الطريق بالاشجار والورود بشكل ملحوظ فيخفف من حدة ارتفاع درجة الحرارة كما ان اللون الأخضر له تأثير نفسي مريح وفي الطريق من مطار هيثرو الى لندن العاصمة البريطانية تشعر بطرق حريرية الملمس الأمر الذي يجعلك لا تسمع أي احتكاك بين إطارات السيارة والطريق. وأنت على مدخل العاصمة الاسبانية مدريد تجد شبكة طرق في كل الاتجاهات. هذا بعض من نماذج كثيرة وأعتقد انه في حكومة المهندس محلب الحالية تم استحداث وزارة للمظهر الحضاري ومكافحة العشوائيات ولا شك انها خطوة رغم انها جاءت متأخرة إلا انها ضرورية وتعكس إدراكا مسئولا لأهمية الصورة الذهنية للعاصمة لدى زائريها والمتعاملين معها ولكن مرت شهور عدة ولم نسمع أي صوت لهذه الوزارة وكأنها وزارة معنية بجمال المدن ولكن في كوكب آخر لم نر لها أي إنجاز او على الأقل محاولة للإنجاز !. ربما الذي دفعني للحديث في هذا الموضوع انني كنت متوجها بالسيارة من مدينة السادس من اكتوبر الى الهرم بواسطة الطريق الصحراوي وكم حزنت ان يكون مدخل العاصمة بهذا الشكل الردئ من جهة الجيزة مطبات كثيرة لا معنى لها حفر وتعريجات في الطريق كافية لإعطاب أحدث سيارة تلاصق بين حرم الطريق و المناطق السكنية والمنشآت السياحية على الرغم انه قبل ميدان الرماية بقليل يتم إنشاء المتحف المصري الكبير الذي سيحتاج طرقاً وممرات خاصة لعبور زائريه. كيف يلاصق المتحف طريق من المفترض انه خارجي وسيتحول إلى ما يسمى (هاي واي)؟ ناهيك عن الطريق المؤدي إلى أهرامات الجيزة وهي منطقة سياحية كثير الحفر وغير معبد وتحديدا عند بداية شارع الهرم (السياحي) وهو أبعد ما يكون عن كلمة سياحة. شارع بلا أي لمسة جمالية تحاصره على ضفتيه المباني بلا أي تنسيق ولو نظرت الى شوارعه الجانبية سوف تصدم عيناك بأكوام وتلال القمامة اما الجزيرة بمنتصف الطريق كنت أتذكر ان بها في الماضي بعض التماثيل الفرعونية ولكن يبدو ان المسئولين عن تجميل شارع الهرم وجدوا انه من الأفضل إزالتها لسبب لا أستطيع استيعابه واستبدلوها بسور حديدي تعيس حتى الاشجار بالجزيرة الوسطى تراجع عددها امام هذا الغزو الحديدي. وإني أتساءل ما هو دور الوزارة المنوط بها الحفاظ على جمال المدن المصرية؟ سيقولون إن هذا من اختصاص الحكم المحلي و تضيع المسئولية بين هذا وذاك. وننتقل للحديث عن العشوائيات حيث نحتل مركزا متقدما بين الدول التي بها عشوائيات وغالبا ما توجد على أطراف العاصمة فيما يعرف بSlums أو المناطق الفقيرة وشاهدت أسوارا تحيط بها كما في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا أما نحن نجد العشوائيات عندنا وسط المدينة لا حدود بينها والمناطق غير العشوائية. وقرأت ان الفنان محمد صبحي له اجتهادات لحل مشكلة العشوائيات وكنت أتمنى ان يضع دراساته مع دراسات غيره بشأن تطوير العشوائيات تحت تصرف الوزارة الجديدة وأنا متأكد ان هذا حدث بالفعل ولكن ما هو رد الفعل؟ للأسف لا شئ وكنت أتمنى ان تبادر هذه الوزارة المسئولة عن جمال بلدنا وتدعو إلى مؤتمرات وندوات اعلامية للعصف الفكري من أجل حل مشكلة العشوائيات. عموما طرحنا الموضوع ونحن في انتظار ان يتحرك المسئولون عن الوزارة المعنية بمظهر مصر الحضاري اذا كانت مازالت موجودة!