فلول «الجماعة» ودرويشها ومحبيها فاكرين أن الشعب المصري مختوم علي قفاه، أو داقق عصافير وأن أي حد ممكن يسقيه حاجة أصفرا، وياخده حته ضلمة في الحارة المزنوقة، ويضحك عليه بمبادرة صلح خايبة ك مبادرة «حسن نافعة»و«محمد العمدة». واضح أن الجهل وعدم التميز، وصل بأصحاب تلك المبادرات لدرجة عدم استيعابهم للحقيقة التي تؤكد أن الموطن يطيق العمى ولا يطيق سيرة الإخوان، وأن الجماعة صفحة في تاريخ مصر مزقها الشعب يوم 30 يونيه، والقي بها في صندوق القمامة، مبادرة«نافعة»و«العمدة» وجهان لعملة واحدة، رغم اختلاف الصياغة والديباجة والتلاعب بالألفاظ إلا أن المضمون واحد يتلخص في: 1:عودة الإخوان للحياة السياسية كتنظيم وحزب. 2:بناء جسور الثقة بين الجماعة والدولة ومؤسساتها. 3:عدم تدخل الجيش في أمور الدولة. 4:وقف الاعتقالات والإفراج عن المقبوض عليهم. مبدئياً لا أعرف من أعطي«العمدة ونافعة» حق اقتراح المبادرات وفرض الشروط، ومن قال لهم أن الشعب سيقبل بالمصالحة حتى ولو الدولة_ ممثلة في الرئاسة والحكومة_ قبلت بها. قولاً واحد لا عودة لما قبل 30 يونيه، ولا مكان في حياة المصريين لمن خان وغدر وتآمر ضد مصلحة الوطن، ولا تصالح علي الدم ولا تهاون في القصاص من جماعة إرهابية عاثت في الأرض فساداً كما أن الحديث عن الثقة ليس له محل من الإعراب، فكيف للدولة أن تثق في تنظيم سعي لهدم المؤسسات وتفتيت البلاد وترويع العباد، المواطن المصري ليس غبياً ل يرتكب نفس الخطأ ويعود ليثق في من ليس لهم عهداً ولا ذمة، ف المؤمن لا يلدغ من جحراً مرتين. يا حضرة العمدة، حديثك عن الجيش وتحريضك ضده، واتهامك له بالتدخل في شؤون الدولة لا يُعيبه، بالعكس يجعلنا أكثر افتخاراً بجيشنا وأكثر اطمئناناً أن هناك جيشاً يقظ يتدخل في الوقت المناسب ويلبي النداء عند كل أزمة، جيشنا عمود خيمة الوطن والدرع الحامي لا نلجأ إلا له ولا نثق إلا به بعد المولي عز وجل. أما عن استخدامك لكلمة اعتقال ومعتقلين للإيحاء أن هناك نظاماً باطش ظالم، يسجن الأبرياء دون محاكمات أصبح فيلماً هابط، ف القاصي والداني يعلم أن أعضاء الجماعة الموجدين بالسجون متورطون في قضايا جنائية وتحريض علي الفوضى وتجسس، تم ضبطهم وحبسهم بأمر من النيابة، وأدلة تورطهم تفضلت قناة«الجزيرة»مشكورة بتقديمها للعدالة دون أن تشعر. إثارة قضية المصالحة كلا بعد حين، المقصود منه خلق رأي عام متعاطف مع فلول الجماعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكيان التنظيمي الذي أصبح رمزا للإرهاب في كل مكان، إلا أن في كل مرة تُقابل فكرة المصالحة برفض شعبي عارم، لأن زمن العفو أنتهي وأبواب الصفح أغلقت، ولم يعد هناك ًمجالاً لعودة الجماعة، وأي حديث عن حقهم في ممارسة النشاط السياسي يُعد درباً من العبث، ومضيعة لوقت شعب لا يريد الإنشغال بماضٍِ أسود وهو في طريقة لبناء حاضرة ومستقبلة.