نعم مصر عمود الخيمة أبى من أبى وشاء من شاء.. لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستقيم أوضاع الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بدون القاهرة.. هذا هو قدر مصر، وهذه هى مسئوليتها تجاه الأشقاء العرب، ولا يمكن لها أن تتخلى عن دورها فى مساندة الجميع.. مصر عمود الخيمة، وغالباً ما يكون هذا العمود وتداً شديداً لا تهزه الريح ولا تؤثر فيه عوامل الأحوال الجوية .. وكذلك الحال الموقف المصرى هو العمود المتين الذى ترتكز عليه كل دول المنطقة العربية بلا استثناء. فى الحرب الشعواء التى تشنها إسرائيل على غزة والتى راح ضحيتها ما يزيد على الألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابيين، كانت رؤية القاهرة صائبة من البداية قبل المجازر التى ارتكبها الكيان الصهيونى، وطرحت مصر مبادرة وصفها كل الساسة بأنها طوق النجاة الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلى، إلا قطر وتركيا وقبلهما حماس ، وكانت النتيجة ما نراه الآن من مجازر يندى لها الجبين وتصيب القلب بالوجع، والنفس بالحسرة والألم.. قطر وتركيا ومن خلفهما حماس تصوروا أن مصر الوتد قد أصابها الوهن، وراحوا جميعاً يعرقلون كل مفاوضات وقف إطلاق النار، وتصوروا خطأ فى خطأ أن القاهرة سترضى بهذه المجازر البشعة ضد الأشقاء فى غزة... وهؤلاء جميعاً أيضاً يتناسون عن عمد أو بدونه أن مصر لم تكن فى يوم من الأيام مكتوفة الأيدى، أو أنها تراخت فى دعم القضية الفلسطينية، مصر التى قدمت آلاف الشهداء منذ عام 1948 وأيضاً قبل تأسيس الدولة العبرية عندما إعترضت على وعد بلفور عام 1917 الذى منح زوراً وبهتاناً إنشاء وطن لليهود فى فلسطين، منذ هذا التاريخ وتخوض مصر حروباً شديدة فى سبيل نصرة الأشقاء الفلسطنيين وخسرت من الأموال الكثير ومن الأرواح شهداء أكثر وأكثر ، فهل ينكر حروب مصر كلها إلا كل جاحد وحاقد وناقم منذ عام 1948 ومروراً ب1956 و1967 والاستنزاف و1973 وحتى فى حرب السلام إن جاز التعبير لم تتخل مصر عن نصرة القضية الفلسطينية وحتى ما بعد كتابة هذه الكلمات حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة فى تأسيس دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ليس هذا للتفاخر أو التباهى لا قدر الله ولكن هذا دور مصر ستظل هكذا أبد الدهر، ألم نقل أنها عمود الخيمة؟. ورغم رفض المبادرة المصرية منذ قيام إسرائيل بعدوانها الغاشم، ورغم العراقيل التى واجهت هذه المبادرة، ورغم الحرب الشعواء من قطر وتركيا ضد المبادرة وتعطيلها من البداية، لم تنس مصر دورها الإقليمى وريادتها فى المنطقة، وبدأت القاهرة تحتضن من جديد المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار ومنع العدوان الإسرائيلى. ولا يمكن للقاهرة أن تكون بمعزل عن القضية الفلسطنية ولا يمكن لها أن تسكت على ارتكاب هذه المجازر البشعة ضد الأشقاء فى غزة.. واليوم ترعى مصر المفاوضات الجديدة وتسابق الزمن لوقف العدوان لأن الأمر يحتم ضرورة وقف نزيف الدم الفلسطينى ، بل إن مصر لديها إصرار شديد على أن يحصل الفلسطينيون على كافة حقوقهم كاملة دون نقصان.. ومهما فعلت قطر وتركيا ومهما ارتكبت حماس لا يمكن للقاهرة أن تتخلى عن القضية الفلسطينية ودورها كأم للعرب.