أكد ياسر سمباتيا، مدير المكتب التجارى الأفريقى أن كل العوامل في صف مصر للتواجد بقوة في أسواق الدول الأفريقية، ولكن ينقصها التنفيذ والتفعيل ووضع رؤية مصرية خالصة واضحة للقارة، مبنية علي استراتيجية مخططة لتحقيق تآخٍ مباشر بين المصريين والإخوة الأفارقة علي أرض الواقع، والعمل الجماعي. والمح ياسر إلي أن افريقيا هي قارة المستقبل (بخلاف استراليا)، وكل العالم في اشد الحاجة إلي الخامات الأفريقية، وكل المؤشرات تشير إلي أن هناك نمواً متسارع في القارة، ولكن للأسف ليس للمصريين أو العرب أي نصيب فيها. وأرجع ذلك إلي وجود تلبك ذهني وتشتت وفرقة، وفردية في العمل ولا يوجد أي تخطيط أو رؤية أو دعم من الحكومات لرجال الأعمال. قال إن بنك القاهرة الدولى فى كمبالا يعتبر تجربة ناجحة ومفيدة لرجل الأعمال المصرى فى كل المعاملات البنكية كخطابات الائتمان عند التصدير وضمان سداد قيمة الصادرات وتحويل الأموال من أوغندا إلى مصر حيث يسمح قانون المال الأوغندى بحرية تحويل العملات ولا يضع أى قيود فى ظل اعتبار أوغندا دولة ذات اقتصاد مفتوح وحر، مشيرا إلي أن البنك همزة الوصل المالية بين رجل الأعمال المصرى ومصرنا العزيزة. وأشار إلي أن سبب ضعف التبادل التجاري والاستثماري بين مصر وباقي دول افريقيا يرجع إلي أن الدول الافريقية لا تنظر إلي بعضها البعض، وإنما تنظر خارج افريقيا، ولكن التطورات الاقتصادية الحالية تحث الدول الافريقية علي التعاون والتكامل وفقاً للمصالح المشتركة بين هذه الدول، فمنذ 15 سنة سابقة وكان هناك تفكير في التكامل والتعاون الاقتصادي، وحتي الآن مازال الموضوع في مرحلة التفكير ولم يصل إلي مرحلة التنفيذ علي أرض الواقع، بينما استغل الفرصة دول أخري من خارج القارة تتمثل في الهند عن طريق 4 اجيال متتالية والصين التي بدأت تنتشر بشكل فيروسي داخل القارة برؤية مدروسة ومخططة بدعم من حكومة الصين. وطالب رجال الأعمال بضرورة التخطيط والتنفيذ، قبل دخول أي دولة افريقية، والدخول في المشروعات التي تتوافق مع طبيعة عملهم تمكنهم من مواجهة المخاطر في السوق الافريقي، فلم يعد عمل رجال الأعمال عبارة عن تنجيم أو سحر وإنما عملهم يقوم علي رؤية واضحة ودراسة للأسواق والفرص الاستثمارية. قال مدير المكتب التجارى الأفريقى: «كيف تبدأ واين تبدأ هذا هو التحدي الحقيقي أمام رجال الأعمال وهذا يتطلب من الحكومات الافريقية نشر التوعية، بالاستثمار في الدول الأفريقية، خاصة أن المواطن المصري مازال يري القارة السمراء بأنها مظلمة، وأنه إذا ذهب إلي أفريقيا سيتم (سلقه وآكله) ولا يصح أن تظل هذه الصورة السلبية عن القارة الافريقية مستمرة»، فأفريقيا اليوم تغيرت كثيراً وفيها من الوسائل التكنولوجية والبنية التحتية وغيرهما ما يجب أن تركز عليه الحكومة المصرية لتغير الصورة لدي الشعب المصري نحو افريقيا. وأوضح أن هناك تفاؤلاً وتطلعاً ورغبة نحو توجه الشركات المصرية نحو القارة والسمراء، ولكن هذا يتطلب الوقوف علي أرض الواقع. أكدت دراسة للمكتب التجاري الافريقي خص بها الوفد إلي أن آخر الأرقام لجحم الاستثمارات المصرية في اوغندا تصل إلي 35 مليون دولار عام 2005 في قطاعات المصارف والبنية التحتية والاستشارات الهندسية، ويوجد توجه نحو قطاعات الصحة والدواء والاستشارات والمستلزمات الكهربائية. وأوضحت الدراسة أنه توجد فرص لأكثر من 3834 سلعة تقوم مصر بتصديرها إلي العالم الخارجي ولا تقوم بتصديرها إلي اوغندا علي الرغم من قيام اوغندا بالاعتماد علي العالم الخارجي في توفير احتياجاتها منها، حيث تشكل هذه السلع 40% من اجمالي قيمة واردات أوغندا من العالم الخارجي بقيمة تصل 1.7 مليار دولار. وتقوم اوغندا باستيراد ما يقرب من 4840 سلعة من العالم الخارجي، وتقوم مصر بتصدير 686 سلعة فقط من اجمالي هذا العدد. وتوجد 135 دولة توفر احتياجات أوغندا من المنتجات وأهم الدول المصدره كينيا والامارات المتحدةوالهندوالصين واليابان وجنوب افريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والسويد، وتحتل مصر الدولة رقم 28 بين الدول المصدرة لأوغندا، وساهمت مصر بنحو 0.8% من إجمالي واردات أوغندا، الأمر الذي لا يعكس الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين. أهم الصادرات المصرية لأوغندا منتجات الحديد والصلب وإطارات وادوية وزجاج ومنتجاته وفوط طبية وأسمدة ومنظفات وحلويات ومربات وأحذية وكيماويات وأجزاء ماكينات ومولدات كربائية، وأهم الواردات المصرية من أوغندا أسماك مجمدة وتبغ وشاي وبن وبعض أنواع الأخشاب.