3 سنين وشوية شهور كمان والناس في بلادي في حالة أقل ما توصف به أنها «حالة توهان»، توهان رموز النخبة إما لحداثة الحالة بالنسبة للبعض، أو الجهل والعمى من جانب البعض، أو يمكن بقصد التتويه من جانب البعض الآخر ليعيشوا بألف وش ووش فيبدلون الأقنعة كلما جد على الأرض جديد.. أيضاً حالة توهان لأبناء حزب الكنبة والبسطاء من أهالينا نتيجة رفع سقف الطموحات من جانب إعلام خايب أحياناً، أو كردود فعل لتصريحات بعض رموز العمل السياسي على الطريقة الحنجورية بأمل أن ينالوا من التلميع الورنيشي ما يكفي للاسترزاق الرخيص وليحدث ما يحدث لو نالت مشاعر الإحباط من الناس عندما يرون أحلامهم تضيع!!. ومن بعض مادون وكتب هؤلاء على صفحاتهم الفسبوكية وعبر سطور مقالاتهم قبل وأثناء إجراء العملية الانتخابية كأمثلة ونماذج لاستعراض العضلات النقدية الخايبة. قال أحدهم: «لقد فشل الإعلام في حشد الناس للتصويت، وهو درس ينبغي أن يعيه السيسي، الذي ركز في كل تصوراته، على أن الإعلام قادر على برمجة الناس وفق ما يهوى!!».. وأظن أن الإعلام في معظمه لم يحشد وإنما قدم صورة عبيطة لإعلام أهطل يصرخ «انزل.. انزل» ووصل الأمر لأفظعهم قوله «ضغطي هيرتفع ألفين ولو أعرف عنوان بيت كل مصري لنزلت له وشديته للجنة»، وبرروا دعوتهم إنه نزولهم يصنع شرعية النظام ويسكت الغرب والأمريكان.. تضليل بالثوابت الوطنية وجهل بأهم مكاسب ثورة 30 يونية التي حققت بدايات رائعة لاستقلال القرار الوطني، والشعب الذي استقل بقراره لا يخاف ولا يخشى ولا يترعب من أي قوى خارجية يا إعلام الندامة، ويا مفكرنا الذي تصور أن مافعله الإعلام هو شكل من أشكال الحشد اللي طلبه السيسي.. يا سيدي، دول بعض إعلامينا وإحنا فاكرينهم، همه همه اللي صرخوا أيام مباراة الجزائر ومصر وطلبوا إغاثة كل القوى المحبة للكرة وللسلام العالمي وضحكوا علينا طوب الأرض وكان مفروض يغربوا عن وجوهنا بعد ما لبسونا في الحيط، وبعضهم الآخر اللي منهم الست «رشا مجدي « ووزير إعلامها آنئذ اللي صرخوا من شاشة التليفزيون المصري لإنقاذ جيشنا المصري العظيم من اعتداءات الأقباط عليهم أمام أبواب التليفزيون المصري، فهب لنجدتهم أشاوس «بولاق أبو العلا» وكانت المعارك، وبدلا من الاعتذار بعد الإفلات من العقاب على إهانة الجيش المصري اللي انتصر عليه شوية بشر معاهم فقط صلبان وأيقونات يتبركون بها في مواجهة موجات التطرف، استمروا وأنتجوا كتب وظلت في مكانها تقول!!! ومفكر آخر ينبري ساخراً من إنجاز ثورة 30 يونيو في اتجاه استقلال القرار الوطني وبالمرة يهين شعبنا العظيم فيقول «الاستقلال الوطني يعني افشال المخططات والمؤامرات، التي تستهدف إلحاقنا بركب الحضارة الإنسانية!!».. عايز يقول إن مفهوم السيسي لاستقلال القرار الوطني خاطئ.. ويا عبقرينو الفكر، استقلال القرار الوطني ليس معناه الانفصال عن دوائر التواصل العالمية والحضارة الإنسانية. ومفكر ثالث يقول «أعترف أن أساس رفضي القاطع لكل من السيسي وحمدين، أنهما معاً يمثلان فكر وثقافة الشعب المصري أحق تمثيل!!».. هل هناك إهانة لشعبنا أبشع من كده!! وكمان بيقول» لا علم لي بمدى نزاهة هذه الانتخابات، لكني أشتم في كلام البعض تشكيكاً من منطلق النذالة والخسة!!» يعني إيه؟!! يبقى، تحية أوجهها إلى فراشة الفضائيات الذكية «دينا رامز» و«أحمد مجدي» رئيس تحرير برنامج «صباح البلد» وأسرة إعداد البرنامج الأكثر مهنية ومنطقية في التعامل مع الحالة الانتخابية في ظل ظروف حالة التوهان الإعلامية البشعة التي عشناها الفترة الأخيرة.. برنامج صباحي يقدم النموذج الأروع في خياراته ورسائله.. مبروك تميزكم.. وبمناسبة بداية عهد جديد مع رئيس جديد، ياريت المكملين مع الرئيس من النخبة وصناع القرار القدامى يتطهرون بالاعتذار والاعتراف بأخطاء الماضي.. وأسألهم: إيه رأيكم في الخبر ده... «بعد 16 عاماً من الصمت إزاء الكثير من الفضائح والانتقادات والسمعة السيئة التى طالتها بنشر أخبار تتعلق بعلاقتها الجنسية بالرئيس الأسبق بيل كلينتون، خرجت مونيكا لوينسكى، المتدربة السابقة بالبيت الأبيض، للمرة الأولى عن صمتها منذ الكشف عن هذه العلاقة، وكتبت مقالا نشرته مجلة Vanity Fair كاملا، فى 13 مايو الجارى، وحمل عنوانه: «علاقتى العاطفية بالرئيس بيل كلينتون»، وقالت إنها تريد أن تضع نهاية مختلفة لقضيتها، وأن تنهى الحديث عنها. واعترفت مونيكا التى أتمت عامها الأربعين، فى مقالها، بأن ما حدث بينها وبين الرئيس الأسبق عام 1998 كان برضاها، ولم يكن من طرف واحد أو تحرش كلينتون بها، رغما عنها، إلا أنها عبرت عن أسفها لما حدث وأنها قررت دفن فستانها الأزرق إلى الأبد...».. أخيراً، أنا فرحان مع الفرحين بقدوم عهد جديد، ولما اشوف أهالينا بيرقصوا أقول: «ياسلام يا اولاد حقيقي ده الانقلاب بيترنح من الفرحة»..