من المسئول فى هذا البلد عن منح تأشيرات دخول لغير المصريين؟، هل وزارة الخارجية التي تمنح تأشيرات الدخول في السفارات والقنصليات أم وزارة الداخلية ممثلة فى قسم الجوازات أم جهاز أمن الدولة أم المخابرات العامة؟، من الذى يمتلك سلطة منع دخول غير المصريين إلى البلاد؟، وما هى شروط منح أو منع التأشيرة؟، هل تمنح وتمنع التأشيرة حسب الهوية والجنسية؟، وهل المسئول عن المنح والمنع لا يميز بين النساء والرجال وبين الشباب والأطفال والكبار؟. قبل شهرين أو أكثر اتصلت بى صديقة من دولة سورية الشقيقة، تشتكى لى عدم قدرتها على دخول مصر، وقالت لي: إن السلطات المصرية تمنع السوريين من دخول مصر خوفا من العمليات الإرهابية، وأنها تقدمت بطلب للدخول وتم رفضه، وأن المحامى الخاص بها عندما ذهب إلى مجمع التحرير طلب منه أن تتقدم بطلب دخول مصر للعلاج، وبالفعل منذ أكثر من شهر تقدمت الصديقة بالطلب، وحتى هذه اللحظة لم توافق السلطات المصرية على دخول الصديقة مصر. وفى اتصال معي منذ أيام عرفت منها أن قرار المنع يشمل أصحاب الجنسيات السورية والليبية واليمنية والفلسطينية والتونسية، لماذا؟، خوفا من تسلل بعض الإرهابيين إلى البلاد. وماذا عن التماس العلاج الذي تقدمت به؟ لم تبت فيه السلطات، ولا أعرف لماذا تغلق مصر بابها فى وجوهنا؟، دى مصر بلدنا وبلد كل عربى، إذا كانت مصر ترفضنا فمن الذى سيقبلنا، أنا لا أستطيع ان أذهب لأى بلد آخر، عندما أفكر فى تغيير اقامتى لا يمكن أن أذهب لبلد غير بلدى، ومصر هى بلدى ووطنى ووطن كل العرب. هذا هو الجزء الظاهر من الحكاية، الجزء الخفى والمدهش فى القصة، ان هذه الصديقة كانت تعمل سفيرة لبلادها فى جامعة الدول العربية، وكانت تعيش فى مصر لسنوات طويلة، كما أنها تقاعدت منذ سنوات، وجميع أموالها ومدخراتها وديعة فى أحد البنوك المصرية منذ سنوات طويلة، كما أن هذه الصديقة ابنة الكاتب الراحل نجيب الريس، وشقيقها أكبر ناشر فى الوطن العربى، صاحب مؤسسة نجيب الريس، وهذه السيدة الفاضلة التى تجاوز عمرها الستين بسنوات لم تنجب وتعيش وحيدة، ووالدتها لبنانية وقد توفيت منذ شهور بسيطة، وقد كانت تعيش معها فى لبنان، وبعد تدمير سورية ترغب فى أن تعيش الأيام المتبقية لها فى بلدها مصر، ومنذ شهور وهى تحكى لى عن حلمها هذا، تستأجر حجرة فى فندق بحى جاردن ستى، كانت تعيش فيه من قبل، قالت لى إن أغلب سكانه من الدبلوماسيين، وهو أفضل من الحياة بمفردها فى شقة، فى الفندق سوف يوفرون لها الخدمة والطعام والشراب وجميع ما تحتاجه، كما أنه أمان وطمأنينة لأنها تعيش وسط جماعة، فى الرسيبشن تستطيع أن تستقبل ضيوفها، ومن خلال موقع الفندق بوسط المدينة يمكنها الانتقال للمكان الذي ترغب فى زيارته، وعندما لا قدر الله تمرض يحضرون لها الطبيب. هذه السيدة الفاضلة الذي تجاوز عمرها الستين سنة بسنوات ما الخطير فى سيرتها على أمن مصر؟، ولماذا دائما نعمم السيئة؟، هل دبلوماسية مسنة من الممكن ان تقوم بعمليات إرهابية؟، هل ستقوم بحمل السلاح أو تصنيع المتفجرات أو تفخيخ الأشجار والسيارات؟.، من الذي منع هذه السيدة من دخول مصر؟، ولماذا تقوم هذه الجهة بمنع من في سنها؟، ولماذا تحت الدعاوى الأمنية نغلق الباب فى وجه الجميع؟.