انتهت أعمال القمة العربية الأخيرة بدولة الكويت بعدة توصيات هزيلة يأتى على رأسها ضرورة تعاون الدول العربية في مواجهة الإرهاب والتطرف التي تشهدها المنطقة العربية، وفشلت القمة كالعادة في الوصول لأرضية مشتركة في الأزمة السورية أو إصلاح ذات البين في الخلافات العربية وتحديداً بين قطر ومعظم الدول العربية. تاريخياً، هناك خلافات عربية داخلية ليست بسبب العرق أو الجنس أو الدين، ولا بسبب خلافات حدودية أو على موارد طبيعية، وإنما جميعها بسبب توجهات حكامها وتبعيتهم لدول أجنبية، وتصفية هذه الخلافات علي الأرض العربية وبالدم العربى في سيناريوهات مكررة منذ ما يزيد على نصف قرن لم تتعلم منها الدول العربية. على الرغم من أن ثورات الربيع العربى جاءت كاشفة وبجلاء لمواقف الدول العربية، أو بالمعنى الأدق لمواقف أنظمتها وحكامها تجاه ما يحدث في كل دولة علي حدة ما بين مؤيد ومعارض لهذه الأحداث بسبب تدخلات الدول الغربية الفجة ومحاولة فرض أنظمة بعينها على الدول وعلى عكس رغبة شعوبها.. فإن الواضح أن دولة قطر كانت عاملاً مشتركاً في جميع الأحداث الخارجية على الأرض العربية، وكانت تتفق أيضاً فى كل توجهاتها وتحركاتها مع التوجهات الغربية والأمريكية تحديداً. معنى هذا أن هناك مصلحة مشتركة بين قطروأمريكا في كل ما يحدث علي الأرض العربية، ولم يخف أمير قطر توجهاته في القمة العربية الأخيرة وامتعاضه مع بعض الكلمات والتوجهات خاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب بعد أن تحولت قطر إلى مأوى للإرهابيين والمحرضين علي العنف والتخريب في الدول العربية، إضافة إلى دعمها المالى والإعلامى الشديد لكل هذه المنظمات الإرهابية. ولأن قرارات القمة العربية تأتي عادة ضعيفة وغير مجدية أو ملزمة، فقد خرج أمير قطر بعد هذه القمة إلى زيارة الأردن التي تقع وسط المثلث الملتهب في سوريا ولبنان شمالاً، وإسرائيل والضفة جنوباً، وبما يشير إلي أن هناك دورا جديدا لقطر في تفجير هذه المنطقة لمزيد من الفوضى في المنطقة العربية. إذن لم يعد هناك شك في أن النظام القطرى هو نظام عميل للضرب ولا يتوانى عن تأجيج الصراع في العالم العربى وإشعال فتيل الحروب وأعمال العنف والتخريب في كل الدول العربية، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين على سحب سفرائها من قطر.. ومنذ يومين كشف وزير الداخلية المصرى محمد إبراهيم عن قضية تخابر جديدة للرئيس المعزول محمد مرسى الذي سرب معلومات عن الجيش المصرى والأجهزة الأمنية لدولة قطر التي تنقلها بدورها إلي أمريكا. باختصار.. لم يعد هناك مبرر للدبلوماسية والطبطبة العربية مع قطر.. ولم يعد هناك جدوى من مساعى العقلاء والحكماء العرب لإثناء قطر عن طريق الشيطان، ولن يجدى مع حكامها إلا الردع بخطوات جادة تبدأ بالطرد من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى كخطوة أولى علي عمالتها وتخريبها في العالم العربي، وأيضاً تشجيعاً للمواطنين القطريين الشرفاء الذين يرفضون سياسة حاكمهم وبدأ فعلاً في التحرك لرفض كل ما يحدث باسم دولتهم ومقدراتهم.