لقد كرم الله تعالي آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأثني عليهم في كتابه الكريم فقال »لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي« »الشوري 23«. من المشاهد التي يعني بها المسلمون في مصر والعالم الإسلامي مشهد السيدة نفيسة »رضي الله عنها« ولها في قلوب المسلمين منزلة رفيعة وعظيمة لما تمتعت به من حب واعزاز وكرامة، وقد تعودوا أن يجدوا في رحاب مسجدها العامر ما ينشرح له صدورهم من بركات ورحمة وإجابة دعاء فهي نفيسة العلوم. وبمناسبة مولدها نذكر حديث جدها صلي الله عليه وسلم: »أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي« رواه الترمذي وابن حبان. السيدة نفيسة العالية القدر ابنة ساداتنا حسن الأنور بن زيد الأبلچ بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم اجمعين، ولدت بمكة المكرمة يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام 145 من الهجرة، حفظت القرآن الكريم مبكراً وروت عن والدها كثيراً من الأحاديث النبوية وعاشت بالمدينة المنورة ملازمة المسجد النبوي الشريف. وبرعت في العلم والفقه والحديث فهي من وارثي العلم النبوي، وقد أقبلت عليها الراغبات في العلم، بل والراغبون في العلم من الرجال طالبين بركتها وعلمها، فهي من آل البيت الذين اصطفاهم الله، وهي سبب مجئ الامام الشافعي »رضي الله عنه« إلي مصر طالباً بركتها وعلمها، فحضرت إلي مصر ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان عام 193 ه، وختمت القرآن الكريم في مكانها الطاهر ستة الآف ختمة، وكانت متصوفة ومنبعاً فياضاً للإيمان القوي الصادق ومرجعاً خصباً للفتوي، وكانت آخر ختمة لها القرآن وهي تقرأ سورة الانعام، فلما وصلت إلي قوله تعالي: »لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون«، صعدت روحها الطاهرة إلي ربها وهي صائمة في شهر رمضان عام 208 ه وهذا حسن الختام. رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت