وجه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رسالة إلى الشعب الأمريكى من خلال مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قال فيها "إن الأحداث الأخيرة المحيطة سوريا قد دفعتنى للتحدث مباشرة مع الشعب الأمريكى وقادته السياسيين فى الوقت الذى تكون فيه الاتصالات بين مجتمعاتنا غير كافية". وتابع بوتين فى مقاله قائلاً "إن العلاقات بيننا مرت بمراحل مختلفة، فقد وقفنا ضد بعضنا البعض خلال الحرب الباردة، لكننا أيضاً كنا حلفاء مرة أخرى وهزمنا النازيين معاً، ثم بعد ذلك أنشأت الأممالمتحدة – المنظمة الدولية العالمية – لمنع حدوث ذلك الدمار مرة أخرى". وشدد على "أن مؤسسى الأممالمتحدة قد أدركوا أن القرارات التى تؤثر فى الحرب والسلم يجب أن تحدث من خلال توافق الآراء، وبموافقة الولاياتالمتحدة والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الذين لديهم حق الفيتو، وهذه الحكمة هى التى وطدت استقرار العلاقات الدولية على مدى عقود". وأضاف "لا أحد يريد أن تعانى الأممالمتحدة المصير الذى عانت منه عصبة الأمم، التي انهارت لأنها افتقرت إلى النفوذ الحقيقي، وهذا ممكن أن يحدث إذا قامت الدول المؤثرة بتخطى الأممالمتحدة والقيام بعمل عسكرى دون تفويض من مجلس الأمن". ومضى "بوتين" قائلاً "إن الضربة العسكرية المحتمل أن تشنها الولاياتالمتحدة على سوريا – على الرغم من معارضة عدد كبير من الدول وزعماء سياسيين ورجال دين بما فيهم البابا – سيؤدى إلى ارتفاع عدد الضحايا من الابرياء وتصعيد الصراع إلى خارج حدود سوريا"، مضيفاً :"إن الضربة العسكرية ستؤدى إلى ازدياد العنف واطلاق العنان لموجة جديدة من الارهاب، ممكن أن يترتب عليها تدمير الجهود لحل البرنامج النووى الايرانى والصراع الاسرئيلى الفلسطينى وبالتالى زعزعة الاستقرار عن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا". وقال "بوتين" أيضاً "إن ما تشهده سوريا الآن ليس معركة من أجل الديمقراطية، ولكن صراع مسلح بين الحكومة والمعارضة في بلد متعدد الديانات، هناك عدد قليل من المطالبين بالديمقراطية فى سوريا ولكن هناك أكثر مما يكفى من مقاتلى تنظيم القاعدة والمتطرفين من كل المشارب الذين يقاتلون الحكومة السورية". ووصف "بوتين" ما يحدث فى سوريا بأنه "صراع داخلى من أكثر الصراعات دموية فى العالم، تغذيه الأسلحة الأجنبية التى يتم تورديها للمعارضة". وقال أيضاً "إن المرتزقة من الدول العربية يقاتلون هناك بالإضافة إلى مئات من المتشددين من الدول الغربية بما فيهم روسيا، وهي مسألة تستدعى قلقنا عميقاً، لأنهم قد يعودون إلى بلادنا بالخبرة المكتسبة فى سوريا". وأشار إلى أن "استخدام القوة أثبت عدم فاعليته فقد ترك أفغانستان تترنح، ولا أحد يستطيع توقع ما سيحدث بعد انسحاب القوات الدولية، وليبيا الآن منقسمة لقبائل وعشائر، وفى العراق الحرب الأهلية لا تزال دائرة بمقتل العشرات كل يوم، يجب على أمريكا أن ترى أوجه التشابه العديدة بين العراق وسوريا". وأعرب بوتين عن ترحيبه بموافقة الرئيس الأمريكى على مواصلة الحوار مع روسيا بشأن سوريا قائلاً "يجب أن نعمل معا للحفاظ على إحياء هذا الأمل، كما اتفقنا فى اجتماع مجموعة ال8 في شهر يونيو، وأن نوجه النقاش نحو العودة الى المفاوضات". وختاماً قال الرئيس الروسى "اذا كنا نستطيع تجنب استخدام القوة ضد سوريا، سيؤدى ذلك إلى تحسين المناخ فى الشؤون الدولية وتعزيز الثقة المتبادلة، وسيكون نجاحا مشتركا لدينا وفتح باب التعاون بشأن القضايا المهمة الأخرى".