بماذا نفسر محاولات اقتحام وإحراق بيت العدالة، دار القضاء العالى، ومن قبله مقر رئاسة الجمهورية، وغير ذلك من محاولات حرق مقرات الحكومة والأحزاب والبرلمان، ومدينة الإنتاج الإعلامى، التفسير المنطقى -فى نظر- أن أيادي خفية مأجورة تريد حرق الوطن بمن فيه من البشر، وإشعال نيران الفتنة والانقسام، واسمحوا لى بأن أقول إنه ليس من الإنصاف أن نحمى من يحمل المولوتوف، ويلقى به على رؤوس الخلق، ونقول إن هذا عمل ثورى، وليس من المنطق، أن ندافع عمن يلقون الحجارة على غيرهم، ونطلق عليهم لقب متظاهرين، المنطق يقول إن المتظاهر الحق من يحمل رؤية وطنية ليس فيها مصلحة شخصية، يسعى لتحقيقها، بالوسائل السلمية، وأكرر بالوسائل السلمية، وذلك طريق مختصر لتحقيق المطالب، انظروا إلى سر القوة فى ثورة 25 يناير، إنها فى سلميتها وقوة منطقها، العالم كله انبهر بهذه الثورة لسلميتها وقوة حججها، ونتج عن ذلك أن تهاوى نظام الظلم والقهر، والفساد والرشوة والمحسوبية. مر ما يقرب من عامين ونصف العام على الثورة، ومازلنا نتحدث فى ألف باء مطالب الثورة، أتصور أن مملكة البلطجية التى تشكلت بعد الثورة، قد نجحت فى تحقيق مآربها، وتكوين ما يشبه رأياً عاماً مضاداً للثورة والترحم على أيام النظام الفاسد، مملكة البلطجية، اندست وسط المتظاهرين السلميين، وأساءت لهم، وللثورة، وللسلطة الحالية، مملكة البلطجية، تمكنت بخبرتها مع التعامل مع الأمن قبل وبعد الثورة، من فرض نفسها، على الجميع، أول ضحية لها المواطن المصرى المسكين، الضائع قبل وبعد الثورة. ولكن ما سبب سكوت الشرطة على إلحاق الهزيمة بالبلطجية والقضاء على مملكتهم، وتركهم يروعون الشعب، ويخربون الاقتصاد، ويسيئون الى الوطن، أسمع من ينفى وجود بلطجية، وأن ما يحدث ما هو سوى رد فعل لقنابل الداخلية المسيلة للدموع، وأرد عليه بأن إلقاء المولوتوف والحجارة والخرطوش والألعاب النارية، على الشرطة وراء الرد بالقنابل المسيلة للدموع، وأسمع من يتهم بقايا الفلول من عناصر النظام المخلوع، بأنهم يقدمون الأموال للبلطجية، لإحداث الفوضى، وإفشال الثورة، وأقول إن ذلك صحيح، وأن المتظاهر الحقيقى تاه وسط البلطجية، وتاهت مطالبه، فى ظل فشل النظام الحالى فى ضبط الأمور الأمنية، ووجود جهاز شرطة متهالك، فشل فى القبض على البلطجية وتقديمهم إلى العدالة، ربما نجد رأيا يقول إن ذلك التعامل المبهم مع البلطجية من قبل الداخلية مقصود، وأرد عليه أن ذلك إذا صح فتلك جريمة لا تغتفر، وأن المسئول أمامى هو رئيس الجمهورية وليس غيره، إننى مندهش من تسمية جهاز الشرطة للبلطجية بأنهم عناصر مجهولة، وأحيانا يمنحهم لقب متظاهرين، بل وأتعجب من سكوت بعض الفضائيات على جرائم مجموعات البلاك بلوك، وعدد ممن ينتمون إلى ألتراس ثورجى وغيرهم من باقى المجموعات التي ظهرت مؤخرا، لا أظن أن هناك عاقلا يقول إن من يحرق ويقطع الطريق ويستخدم المولوتوف والخرطوش، بأنه متظاهر، وأن من يسب ويقذف رئيس الجمهورية، ويتهمه بأفظع الاتهامات بأنه ثورجى. ارحموا الوطن، واعلموا أن التاريخ يسجل ما يدور، وأن الحق لا يقبل التلوين، والباطل لا يقبل سوى الألوان الزائفة، التى سرعان ما تبهت وتنكشف، ولو بعد حين، أكره السير فى الاتجاه مع الموجة، أى موجة، وأعلم أن هناك أمواجاً عاتية، ولكن لكل منا رؤيته، التى يبرهن بها ما يراه وليس من حق أى مواطن أن يفرض رؤيته على الآخرين، ويعتقد أن مادونه خطأ، ونبراساً لقول الإمام الشافعى «رضى الله عنه»: رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب. بمناسبة الجدل الدائر حول قانون السلطة القضائية، أرى أن المشهد بدأ يتحول إيجابيا نحو تحقيق مطالب القضاة، ومن العدل أن يشارك القضاة فى وضع القانون الذى يمثلهم، ويعبر عنهم، وفى المقابل يجب أن يعرف أبناء الوطن كيف كان يتم اختيار أعضاء النيابة، هذا السؤال يجيب عنه المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط خلال ساعات من خلال تقرير أوشك على الانتهاء، عن مخالفات وقعت وتقع عند تعيين أعضاء نيابة جدد، من حق الناس أن تعلم كل شيء.