قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية:" إن جماعة الإخوان المسلمين من المقرر أن تفتح مكتبًا إداريًا لها داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ الإطاحة بالتنظيم قبل عقود طويلة في محاولة واضحة للاستفادة من الثورة الإسلامية في البلاد وركوب الانتفاضة القائمة ضد نظام المستبد السوري "بشار الأسد". وفي لقاء مع الصحيفة البريطانية، قال "رياض الشقفة" قيادي منفي بالجماعة:" إن القرار تم اتخاذه مؤخرًا لإحياء الهياكل التنظيمية داخل سوريا، وتم توجيه أوامر للأنصار والأتباع ببدأ فتح مكاتب للحزب في المناطق التي يسطر عليها الثوار". وهي الخطوات المشابهة لما فعلته الجماعة بمصر خلال فترات الثورة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع "حسني مبارك" عندما شرعت في تدشين الذراع السياسي للجماعة (حزب الحرية والعدالة)؛ للمشاركة في الحياة السياسية والهيمنة على زمام الأمور بالبلاد. وأضاف "الشقفة" أننا قلنا في البداية:" إن هذا وقت الثورة وليس الأيدلوجية، والآن في ظل وجود العديد من الجماعات، نشعر أنه يجب علينا أن نُعيد تنظيم أنفسنا وترتيب أوراقنا.. ونأمل في نشر نوعًا أكثر اعتدالًا في التفكير الإسلامي في وقت تنامي التشدد والتطرف الديني". وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار يأتي وسط جدل محتدم حول نفوذ جماعة الإخوان المسلمين وتأثيرها وراء الكواليس في الثورة ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، وأنه يجب معاملة الجماعة بمزيد من الحذر والشك من قبل العديد من نقاد الأحزاب المعارضة العلمانية والليبرالية. وفي الوقت نفسه، تزداد مخاوف البعض في المعارضة من أن يتسبب تنظيم الجماعة وتفوقها الإداري وقاعدتها الشعبية في سيطرتها على صفوف المعارضة المنقسمة والهشة في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن افتتاح المكاتب أتي كخطوة ثانية بعد إطلاق صحيفة إخبارية تصدر مرتين في الشهر، تقول الجماعة إنها توزع ما يقرب 10 آلاف نسخة في المناطق المحررة من البلاد. وانتهت الصحيفة قائلة:" إنه من الصعب قياس إلى أي مدى ستكون الجماعة قادرة على إعادة تأكيد نفسها وخاصة في الوقت التي تفرض فيه الجماعات المسلحة والأحزاب غير السياسية سيطرتها وتتمتع بالنفوذ". مشيرة إلى أن العديد من الجماعات الثائرة هي من السلفيين المتشددين.