قال أحمد يونس، عضو الهيئة العليا للوفد: إن الأحداث الحالية تنذر بخطر جسيم، محذراً من انفجار لا يفرق بين وسطي أو متشدد أو إخواني أو مدني، لأن جميعهم سيصبحون وقوداً للنار. وأضاف «يونس» أن أزمة النائب العام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام وجماعته لا يعنيهم قانون أو قضاء.. وأشار إلي أن حكومة «قنديل» حتي الآن لم تقدم سوي الفشل في كل مناحي الحياة! وطالب «يونس» الرئيس «مرسي» بأن يستمع لمعارضيه وبالأخص لمن لديهم مشروع جيد، وألا ينفرد بالحكم لأن مصر وحكمها ليس بالأمر الهين.. وإلي نص الحوار: ما رأيك في الأحداث التي تمر بها البلاد؟ - لها تداعيتها الخطيرة وتنذر بخطر جسيم ونتائجها متباينة ومرعبة لأنه عند اشتعال النار لن تبقي أو تذر، ولن تفرق بين وسطي ومتشدد أو يساري أو يميني أو إخواني ومدني.. فكل هؤلاء سيكونون وقوداً للنار.. وعلي المستوي السياسي نري الرغبة الجامحة من الإخوان في الاستحواذ علي جميع المناصب، ما تسبب في حالة عدم الرضا عند عامة الشعب، بكافة انتماءاته وأطيافه السياسية، الأمر الذي سيصل في لحظة ما إلي حالة من الرغبة في الانتقام، وتهديد الأمن الداخلي والسلم الاجتماعي، ويخلق حالة شقاق وفرقة. أما الأزمة الاقتصادية فنري هروب رؤوس الأموال العاملة، سواء مصرية أو أجنبية، وأيضاً إحجام الاستثمارات الجديدة رغم توافر المقومات الأساسية ولكن انعدام الإرادة الحقيقية في جذبها، وذلك بعدم العمل الجاد والصادق.. كما أن الاضطراب في القرارات أدي إلي عدم الثقة في القرار أو متخذه لأن الرجوع في القرار أصبح من سمات نظام الحكم، وأيضاً رغبة رجال الإخوان في الاستحواذ علي معظم المشروعات، وفي سبيل ذلك يقومون بتدمير المشروعات حتي يقل ثمنها، وبذلك تتحقق مكاسب شخصية بغض النظر عن الصالح العام. أما الأزمة الاجتماعية فنراها في حالة الانقسام التي وصلت إليها البلاد، والفرقة التي وصل إليها أبناء الوطن الواحد، رغم ما كان يتميز به الشعب المصري من حالة الوفاق والوئام، فأصبحنا مسلمين ومسيحيين ولأول مرة في تاريخ مصر يتم تقسيم المصريين إلي فصيلين، إما مدنياً أو إسلامياً، مع كامل التحفظ في كلمة «إسلامي» لأنها تخرج ما عداها من الإسلام، وهذا يعد حرام شرعياً وغير مقبول سياسياً. كيف تري أزمة النائب العام؟ - أزمة النائب العام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام وجماعته يتربصون بالقضاء.. ولا يعنيهم قانون أو قضاء، ولكن يعنيهم ما يحقق مصالحهم ورغم أنهم يعرفون خطأهم إلا أنهم لا يحيدون عنه، وإذا لم يحترم الرئيس وجماعته القانون فستكون بداية لدولة الفوضي والهمجية وسيؤدي إلي أن كل إنسان سيفكر في أن ينتقم لنفسه بيده وهنا مبعث الخطر الذي سوف يقلب السحر علي الساحر ولنا في الأولين عبرة وعظة. بما تفسر ملاحقة الإعلاميين والمعارضين؟ - ليس من الذكاء السياسي مطاردة المناهضين والمنتقدين لسياسة الحكم، فالمخالفة في الرأي أو إظهار الحقائق ليس جزاؤها إغلاق قناة أو تشويه قيادات المعارضة وملاحقتهم قضائياً، فما يحدث الآن من الإخوان الذين أعلنوا سابقاً أنهم قوة علي يد النظام السابق، ولكن الإنسان لا يأخذ عبرة بغيره، فما يحدث الآن كشف للشعب حقيقة الإخوان وخفض أسهمهم بطريقة مفزعة. تعقيبك علي أداء حكومة هشام قنديل؟ - حتي هذا الوقت لم تقدم سوي الفشل في كل مناحي الحياة، فالكهرباء كثيرة الانقطاع والبوتاجاز اختفي رغم رفع سعر الأسطوانة 100٪، والسولار والبنزين لا نعلم سبب اختفائهما، ولماذا حتي الآن لم نحكم منافذ التهريب ونحكم آلية ضبط التوزيع. فسوء أداء الحكومة ظهر واضحاً من عدم محاولتها النهوض بالقطاع السياحي رغم كل ما يقال من شائعات لضرب السياحة. بم تنصح الرئيس وحكومته؟ - أنصح الرئيس أن يتقى الله في الشعب وأن يضع نصب عينيه دائماً أنه مسئول وسوف يحاسب، لماذا ضيعت الرعية ولماذا لم تؤد الأمانة فلن يعفيك فشل مستشاريك بل عليك وزر التمسك بهم. كما أطالب الرئيس بأن يستمع كثيراً لمعارضيه وبالأخص لمن لديهم مشروع جيد ورؤية متكاملة في تحسين أداء قطاع بعينه، وألا ينفرد بالأمر، فمصر وحكمها ليس بالأمر الهين، وأهمس في أذن الرئيس: «لو أن لديك شركة خاصة لكنت أحرص الناس علي اختيار أفضل المستشارين لها». وأما رئيس الحكومة فأقول له: ليس من العيب أن يعتذر الإنسان عن مهمة مكلف بها ووجدها فوق طاقته وقدراته، فبدلاً من أن يكابر ويغامر بقيادة سفينة الوطن في بحر متلاطم الأمواج، فمن الأمراض ما لا يفيد معه إلا البتر. كيف تري سياسة محافظ كفر الشيخ الإخواني؟ - السياسة التي ينتهجها نموذج مكرر لسياسة رئيسهم، فلا يوجد أي نوع من أنواع التواصل مع الجماهير أو القوي السياسية، حتي القوي السياسية ترفض التعامل معه لأنه مرفوض، فهو لا يهتم إلا بخدمة جماعته، والمخالفات كثيرة لإرضاء أفراد الجماعة في توصيل المرافق والمباني المخالفة، ولا يوجد أي اهتمام بمرافق المحافظة ومدنها من كهرباء ومياه وطرق وتعليم، وكأنه غير معني سوي بأخونة أجهزة الدولة بالمحافظة دون اعتبار لمبدأ الكفاءة، فالشرط المطلوب أن يكون إخوانياً. كيف تري المشهد القادم؟ - أري أننا في نهاية النفق المظلم لأنه لا يمكن أن يدوم حال، وأشد لحظات الظلام يولد منها فجر جديد، فليس برلمان 2010 ببعيد، فالظلم والاستبداد خلع نظاماً أشد قوة. ولكن ما يؤلمني أنني أتوقع أن يكون الثمن باهظاً، لأن النظام عنيد ومكابر ولو استمر علي ذلك سيخرج الشعب ضده وسيبرر كل فرد لنفسه أحقية الفتك بالآخر والخاسر هم الإخوان. هل الإخوان يشعرون بحجم الأزمة؟ - أعتقد أنهم مغيبون ولا يعرفون فقط سوي تنفيذ مشروعهم بتقسيم الغنائم والتمكن من مفاصل الدولة العميقة.