أكد اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد أن التيارات الدينية هي التي بدأت العنف والتعدي علي كافة أطياف المجتمع وأن ما يحدث الآن ينذر بحرب أهلية ستقضي علي الأخضر واليابس. وأشار نور إلي أن الأمن حائر بين مطرقة السلطة وسندان التيارات السياسية.. وأن هناك محاولات لإسقاط جهاز الشرطة والذي تم إنشاؤه لحماية المواطنين.. وتطبيق القانون وليس لحل المشاكل السياسية. وقال: إن الغالبية العظمي من ضباط الشرطة لا يميلون إلي الإخوان المسلمين لما ارتكبوه من جرائم واغتيالات وتفجيرات خلال العصور السابقة. وأشار إلي ان أمريكا هي العدو الأول للشعب المصري والمنطقة العربية وأن هدف أمريكا الرئيس هو تحقيق إسرائيل وهو ما حققته جماعة الإخوان من خلال عقد الهدنة مع حماس ووعدتهم بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد وإنشاء منطقة حرة بسيناء وإلي الحوار. ما رأيك في الأحداث التي تمر بها البلاد؟ - ما تمر به مصر الآن لم يحدث عن مدار تاريخها من تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانقسام الشديد في المجتمع ومحاولة ضرب الوحدة الوطنية لأهداف خارجية وارتكاب الخطايا التي لن يغفر التاريخ لمرتكبيها واعتقد أن محاولة هدم جهاز الشرطة مرة ثانية بالإضافة إلي تردي الوضع الاقتصادي قد يؤدي إلي إفلاس الدولة.. ويجب علي رئيس الدولة والفصيل الذي يتبعه تصحيح الأوضاع علي وجه السرعة قبل أن يأتي وقت «لا بيع فيه ولا خلة» فالمراقب لما يحدث يجد أن الرصيد النقدي والرصيد السلعي الاستراتيجي كاد أن ينفد والأخير أصبح لا يستطيع الحصول علي قوت يومه فالموقف يدعو إلي التشاؤم. ما رأيك في دعوات عبدالرحمن عز لاقتحام استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي ودعوة حازم أبوإسماعيل بمحاصرة مقرات الأحزاب؟ - كلام «قلة أدب» خالي من المضمون حيث إنهم أول من بدأ بالتعدي علي كافة طبقات المجتمع وفصائله وبداية العنف بدأت من ناحيتهم أيام جمعة الحساب وأمام الاتحادية ومدينة الإنتاج الإعلامي وأخيراً أمام المحكمة الدستورية العليا وما حدث في المقطم يدل علي أنهم ليسوا قوة. ماذا لو قابلت مجموعات الشباب المدني هذه الدعوات بمحاصرة قصر الاتحادية ومقرات التيارات الدينية؟ - ستحدث مجزرة وحرب أهلية لن تبقي ولن تذر وستقضي علي الأخضر واليابس ويجب علي جميع التيارات السياسية احترام قدسية الوطن حتي لا تنزلق إلي منحدر سحيق لن نستطيع الخروج منه فإن ثقبا في السفينة يعني قبرا عميقا في المحيط. منذ تولي اللواء محمد إبراهيم وزارة الداخلية والأمن حائر بين مطرقة السلطة وسندان التيارات السياسية وللأسف فإن التيار الإسلامي يبدأ المعركة وينسحب منها لكي يواجه الشعب الشرطة وتزداد حدة الكراهية بين الجانبين وتفتقد الثقة التي بدأت تعود في عصر أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق. بحكم منصبك كمساعد وزير داخلية سابق ماذا يدور في مطبخ وزارة الداخلية؟ - جميع ضباط الداخلية لا يريدون التعدي أو التعرض للشعب علي الإطلاق ويريدون العمل لصالح المحكوم وليس لصالح الحاكم وما يدور الآن هو عملية لهدم جهاز الشرطة وتشتيته في معارك فرعية في كافة أنحاء الوطن مما قد يترتب عليه سقوط الجهاز مرة أخري بالإضافة إلي زرع الكراهية بين الشرطة والشعب فهذا الجهاز أنشئ لحماية المواطنين وتطبيق القانون ولم ينشأ لحل المشاكل السياسية ولكن ما يحدث أن جميع المشاكل في مصر يتم حلها عن طريق الأدوات الأمنية وهذا مرفوض تماماً في كافة دول العالم فيجب ان تكون الحلول بقرار سياسي وليس أمني. هل هناك مجموعة في وزارة الداخلية ترفض التعاون مع الإخوان؟ - الغالبية من ضباط الشرطة لا يميلون إلي جماعة الإخوان المسلمين لما ارتكبوه من جرائم خلال العصور ومع الأنظمة السابقة من اغتيالات وتفجيرات ويرون أن الشرطة دورها حماية المواطن وليس تيار معين وهذا ما أقسمنا عليه فيمين الولاء للوطن وليس لأحد غيره. كيف يمكن عودة الأمن والأمان للشارع المصري؟ - أولاً لكي يعود الأمن يجب ألا نقحم أجهزة الشرطة في الخلافات السياسية وأن تكون في خدمة المواطن لتأمين حياته وممتلكاته والحفاظ علي منشآت الدولة ولا يكون هذا الجهاز سيفاً مسلطاً علي المحكوم بل عوناً للمظلوم كما يحدث في بلدان العالم كذلك يجب تزويد ضباط الشرطة وجنودها بالأسلحة الحديثة والمعدات التكنولوجية المتطورة لمواجهة عصابات الإرهاب والسرقات بالإكراه وكذلك لبث روح الطمأنينة في قلوب الشعب وكذلك يجب العمل علي تنشيط وتدريب الضباط والجنود علي كيفية التعامل مع الخارجين علي القانون وكذلك تغيير المناهج في أكاديمية ومعاهد الشرطة وتدريس مادة حقوق الإنسان وأن يكون هذا الجهاز في خدمة الشعب قولاً وعملاً.. كما أن ما حدث لجهاز أمن الدولة خطأ كبير لأن أي دولة ليس بها جهاز معلومات لا تستطيع أن تتقدم أو أن تنفذ خططها السياسية والاقتصادية والعسكرية فهذا الجهاز قام بخدمات جليلة لهذا الوطن تحسب له وليس معني أن هناك فئة منحرفة في الجهاز أن نقضي عليه فكل أجهزة الدولة بل والعالم كله توجد بها نسبة للانحراف فالمهم أن تكون النسبة الغالبة للصالحين. بم تفسر التأييد الأمريكي والأوروبي لمرسي بعد جمعة رد الكرامة؟ - الولاياتالمتحدةالأمريكية هي العدو الأول للشعب المصري والمنطقة بأثرها وهناك مؤامرة كبري علي المنطقة بدأ تطبيقها منذ فترة ومازالت في طور التطبيق حتي تحقق أهدافها.. فالهدف الأساسي للحكومة الأمريكية هو حماية أمن إسرائيل ولا تهمها دول المنطقة علي الإطلاق وقد رأت أن حكومة الإخوان قدمت لها ما كان يقدمه النظام السابق أو أي نظام في المنطقة كالتأثير علي حماس لتهدئة الأجواء بينها وبين إسرائيل وكذلك الإبقاء علي اتفاقية كامب ديفيد ووعد إسرائيل وأمريكا بإنشاء منطقة حرة بسيناء وهذا ما رفضه النظام السابق. ولكن لو اتفق الإخوان علي ذلك فهناك التيار السلفي الذي لن يوافق؟ - التيارات الإسلامية جميعها سواء تنظيم الإخوان أو حزب النور بما فيهم التيارات السلفية أو الجهادية كلها تعود إلي أصل واحد «المصلحة» فيتجهون إليها فوراً فالوطن بالنسبة لهم هو الولاية الإسلامية الكبيرة ومصر أحد مكونات هذه الولاية والدليل علي ذلك ما قاله مرشدهم السابق مهدي عاكف «طظ في مصر». التراجع والتخبط في قرارات الرئاسة التي أعلنت علي عدم طعنها علي حكم القضاء الإداري بوقف الانتخابات ثم طعنت هيئة قضايا الدولة علي الحكم؟ - التراجع هو سمة من سمات الحكم في مصر فالقرار يصدر ليلاً ويلغي نهاراً كذلك أي عهد أو اتفاق لا أمان أو ضمان لتنفيذه وهذا ليس عيبا فيهم حيث إنهم ليس لديهم خبرة إدارة الدولة التي قد تنهار بين لحظة وأخري نتيجة عدم التمتع بالخبرة وسنندم جميعاً عندما لا ينفع الندم. الإخوان قطعوا جميع أحبال التواصل بين المعارضة كيف تري المشهد القادم؟ - ما يفعله الإخوان غلو واستعلاء واستكبار وغرور والغرور هو بداية النهاية. بم تنصح جماعة الإخوان المسلمين؟ - مصر أكبر من أي فصيل وعلي مرسي أن يكون رئيساً للجميع وليس مندوباً لحزب الحرية والعدالة في قصر العروبة.. وعلي الإخوان ان يعلموا أن مصر لا يستطيع فصيل بمفرده أن يحكمها بمفرده بل يجب أن تشترك جميع الأطياف السياسية للخروج من هذه الهاوية. كما أرجو الشعب المصري بكافة طوائفه أن تكون التظاهرات سلمية وبعيدة عن العنف فالعنف لا يولد إلا عنفا وسندفع الثمن غاليا علي حساب الوطن والأجيال القادمة كذلك يجب احترام القانون.