مَن قرأ التاريخ، يعرف أن المشؤوم الذى نَفَّذَ جريمة اغتيال الإمام على بن أبى طالب، هو ابن ملجم المرادى المنتمى لفرقة الخوارج.. تلك الفئة الضالَّة التى كانت تحمل قراءة خاطئة عن الإسلام. يذكر المفكر والفيلسوف الفرنسى «روجيه غارودي» أنه كان يُدَرِّس فى جامعة السوربون، وفى يوم استوقفته إحدى الطالبات تسأله: «لماذا أنت متأثر جدًا بشخص مسلم اسمه «علىّ»؟ يقول «غارودي»: الحديث يطول عن سماته وشخصيته الفريدة، لكن جزءًا يسيرًا من قصته الأخيرة تؤكد تجلِّى العدالة والرحمة، حيث تعرض لضربة سيف مميتة وهو ساجد يصلى، ليوصى لابنه «الحسن» وهو على فراش الموت، بوصية هى الأروع فى تاريخ الإنسانية على الإطلاق. وصية خالدة تمثل أسمى معانى الحكمة والموعظة والرقى: «ارفق بأسيرك وارحمه وأحسِن إليه وأشفِق عليه بحقى عليك.. أطعمه مما تأكل واسقِه مما تشرب، ولا تقيِّد له قدمًا ولا تغلَّ له يدًا، فإن أنا مِتُّ فاقتصَّ منه بضربة واحدة، ولا تحرقه بالنار أو تمثّل به، فإن عشتُ فأنا أولى بالعفو عنه».