عندما يركز القرآن الكريم على أهم تجلٍّ لاختلاف أنماط الشخصيات بين بني البشر الذين منحهم الله سبحانه الإرادة والاختيار فإنه يُصنفهم إلى نموذجين، هما العطاء والبخل. وعندما يَفيض المولى على الإنسان من نعمه وفضله، ويمتحنه في إدارتها، وطريقة التصرف فيها، فإن ذلك يعبر بوضوح عن اختلاف النموذجين والنمطَين للشخصية الإنسانية. لذلك فإن الإنسان المعطاء هو الذي يستفيد بالنِّعم في تسيير شئونه، وتلبية متطلبات حياته، ويجود بقسم منها على مَن حوله، لأنه حينئذ يتصف بحسّ المسئولية، وتكون التقوى دافعًا للعطاء. أما البخيل فهو من يحتكر نِعَمَ الله عليه لذاته فقط، رغم زيادتها عن حاجته، فلا يكاد ينال أحد منها شيئًا، كما يتصف بأنه المهموم بتكديس الثروة، والحريص على جمع المال، إضافة إلى عدم إيمانه واقتناعه بالمبادئ والقيم. إذن، على الإنسان أن يسعى لتعزيز صفة العطاء في شخصيته، بتنمية مشاعر الخير والبذل في نفسه، وممارسة العطاء في سلوكه.. وبالطبع أن يكون سخيًّا في عواطفه ومودته ومشاعره الإيجابية تجاه الآخرين.