لقد أصبح «رمضان» زاخرًا بالعديد من الشوائب، من خلال موجة هجوم كاسح وحصار كامل لمسلسلات إعلانية، تُظهر حالة من التناقض المجتمعى الحاد، وزيادة جرعة «التسول» من خلال إعلانات التبرع بالصدقات والزكوات، مرورًا بالشقق الفارهة والشاليهات والعطور والمجوهرات، وليس انتهاء بمقاربات مؤلمة ومستفزة، ما بين مشاهد لجوعى ومرضى ومحتاجين، وآخرين مصابين بالتخمة من الثراء الفاحش! شهر كامل من «سخافات»، تعرضها معظم الفضائيات، أصبحت فى حدها الأدنى صادمة للمشاعر الإنسانية، فتُشعرك بأن البلاد على امتدادها ممتلئة بالفقر والعراء والأمراض والمجاعات وكافة أنواع البلاءات والابتلاءات، وهو ما يمثل استغلالًا سيئًا للدين والمروءة والشهامة والتكافل! ورغم أن «رمضان» أصبح شهرًا معتادًا للفتاوى و«التدين الزائف»، و«اجتهادًا» لفقهائنا الإعلاميين والصحفيين، ومشايخنا الفنانين والمطربين، إلا أنه كرَّس استفزازًا واضحًا للصائمين بمسلسلات وإعلانات صادمة. وفى وقتٍ تُطل علينا وجوه مقررة ومكررة كل عام فى برامج يقال عنها «ترفيهية» تستغبى المشاهدين، بتكاليف إنتاجية تتجاوز مئات الملايين، وأجور فاقت حدود الخيال للمشاهير، فإنهم بذلك لا يراعون حرمة إبطال صوم الغلابة!