قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن علم أصول الفقه ليس مجرد أداة لفهم الوحي فحسْب وإنما هو أداة لفهم الكون كله، فالوحي هو كتاب الله المسطور، والكون هو كتاب الله المنظور؛ وكلاهما قد صدر عن الله تعالى، يقول الله تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }. اقرأ أيضًا.. علي جمعة: جميع المخلوقات الموجودة في الكون هي من مظاهر صفات الله تعالى أضاف "جمعة" خلال استئناف محاضرات "الدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين" المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، أن علم أصول الفقه كان مثبوتًا في صدور الصحابة الكرام، وتلقاها العلماء الأوائل وعلّموها ودرّسوها إلى أن ألف الإمام الشافعي كتاب "الرسالة" فأصبح علمًا ينقل في الكتب من جيل إلى جيل. وتابع: فائدة علم أصول الفقه تكمن في ترتيب ذهن الداعية، وتوسيع إدراكه للنصوص الشرعية، والربط بينها وبين الواقع المتطور المتغيّر مما يمنحه ملكة الفكر المستقيم، وعلى الداعية والفقيه أن يستقي معرفته من المصادر الصحيحة الموثوقة ، فلم توثق أمة قط تراثها كما فعل المسلمون الأوائل حيث ألفوا في علوم الحديث، وأصول الفقه، وغيرها من العلوم للحفاظ على الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة. وأكمل: ولقد ثارت أسئلة متتالية في ذهن المجتهد مثلتْ الإجابة عنها مواضيع ذلك العلم –أصول الفقه-، وهى ما يمكن أن نطلق عليه (نظريات أصول الفقه) أو مسائل أصول الفقه: "الحجية، الإثبات أوالتوثيق، والفهم، والقطعية والظنية، والإلحاق، والاستدلال"، وهذه تؤكد حجية العلوم الإسلامية، وأن التشريع الإسلامي قادر على مقابلة مستجدات العصر بما يناسبها من الأحكام الفقهية عن طريق إلحاق ما لم يرد فيه نص بما هو منصوص عليه. وذكر أن قضية تجديد التراث الإسلامي لابد أن تتم من خلال : (الإدراك المعرفي ، والإدراك المنهجي، والنموذج المعرفي)، لأن المسائل تتغير بتغير "الأشخاص ، والأحوال ، والزمان ، والمكان"، فإدراك الواقع بعد إدراك الشرع يؤيد صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ، ويضمن استمرار الشريعة الإسلامية وثباتها. واختم قائلًا: ويجب أن ننتبه إلى أن الفتوى غير الحكم، فالحكم إذا وجدت شروطه وجد، أما الفتوى فتراعي الواقع مع ربطها بينه وبين النص الشرعي، فالفقيه الحقيقي بإدراكه لمقاصد الشريعة ورعايته لمصالح العباد يحقق الأمن والقوة لمجتمعه، ويدفع عنه كل تهديد، ويحقق له أسباب التقدم والرفاهية، ويفتح له أبواب العمل والإنتاج لتحقيق العزة للمجتمع ورفعة شأنه بين الأمم. موضوعات ذات صلة علي جمعة: جميع المخلوقات الموجودة في الكون من مظاهر صفات الله تعالى علي جمعة: الإيمان بوجود الخالق ركن العقيدة الأول لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news