هل كان في الإمكان لمنتخبنا الأولمبي أن يقدم أفضل مما كان أمام البرازيل..؟ سؤال تردده جماهير الكرة المصرية في أعقاب الخسارة أمام السامبا بهدف نظيف والقضاء على أحلام الكرة المصرية مبكرا في الدورة الأولمبية. أحلام المصريين كانت كبيرة في أولمبياد طوكيو وفي ظل وجود جيل من أفضل لاعبينا على المستوى المحلي والقاري لتحقيق برونزية على الأقل أو الوصول للمربع الذهبي بما يتناسب مع ماتم صرفه لاعداد هذا الفريق للأولمبياد، وهو مايقرب من 60 مليون جنيه مصري بمعنى أخر تسجيل هدفين في الأولمبياد والوصول لدور الثمانية بفارق هدفين يساوي هذا المبلغ الضخم.!! فرق كبير: مباريات منتخبنا في دور المجموعات الثلاثة ولقاء البرازيل في دور الثمانية كشفت- كما أكدت من قبل بعد مباراتي الأرجنتين و أستراليا - أن هناك فارق كبير بين الكرة المصرية والعالمية. وضح منذ البداية الفارق في الإمكانيات والقدرات ، حيث لعب المنافس البرازيلي بأقل مجهود وفرض اسلوب لعبه، هم يصلون الى المرمى بسهولة ويهدرون الفرص بمجهود أقل، ونحن نشد أعصابنا وأجسادنا و"نكز على أسنانا" للوصول الى المرمى ثم نسدد من خارج منطقة الجزاء بعيدا عن المرمى.! ولولا الحارس محمد الشناوي لخرجنا بفضيحة كروية بخماسية أو سداسية تعيد الى الأذهان الخسارة التاريخية للأهلي أمام سانتوس البرازيلي بخماسية نظيفة بستاد القاهرة في فبراير 1973، مع وجود الأسطورة بيليه الذي سجل هدفاً لاينسي بقدمه اليسرى ووضع الكرة في المقص الأيمن ووقف الحارس يتفرج على جمال الهدف.! الكرة المصرية تملك حاليا عدد من المهاجمين بعد أزمة طويلة لهذا الخط طوال السنوات الأخيرة وهو تفوق محدود لايتخطى العالمية وإنما محصور في الدائرة المحلية والأفريقية فقط..! مبررات واهية: ولست مع شوقي غريب بأن ضغط المباريات وراء الخسارة حيث لعب المنتخب في 9 أيام أربع مواجهات من العيار الثقيل على حد قوله، فالبرازيل لعبت مثل منتخبنا كل 3 أيام مباراة، أيضا الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب، يعلم أن مباريات الدور الأول في كأس العالم والأولمبياد مباراة كل 3 أيام، فلماذا لم يتم تجهيز لاعيبنا على هذه الأجواء وضغوط المباريات.؟! أداء منتخبنا في اللقاءات الأربعة مغايرا ولم يعبرعن شخصية واضحة للمصريين، لعبنا أمام أسبانيا بقوة دفع وتحفظ دفاعي وخرجنا بتعادل ،وفي لقاء الأرجنتين وأمام منتخب متواضع لايحمل من إسمه سوى تاريخ" التانجو" والكرة الأرجنتينية خسرنا بهدف، وأمام أستراليا جاءت الفوارق الفردية ومهارة رمضان صبحي لتفتح الطريق للفوز على أستراليا في مواجهة منتخب عشوائي دفاعيا وهجوميا، ولا يملك سوى اللياقة البدنية، وأمام البرازيل إكتملت الصورة والتي وضعتنا في مكاننا الحقيقي على خريطة الكرة العالمية.! الحلول: وإذا كانت الكرة المصرية تتفوق محليا وأفريقيا فإن العالمية والمنافسة مع الكبار في كأس العالم أو الحصول على ميدالية برونزية يحتاج خطط مدروسة لاتعتمد على إختيار الموهوب فقط وإنما تهيئته نفسيا وفنيا وكيفية تخطيطه لمواجهة ضغوط نفسية ومدى قدرته على الثبات النفسي والإنفعالي في ظل وجود حاجز نفسي ونظرة التدني للاعبينا عند مواجهة الكبار. المسألة لم تعد صرف فلوس فقط فبدون إختيار ناشئ منذ الصغر متكامل ووضع البرامج العالمية التي تدفع به لمنافسة الكبار سنظل في مكاننا " محلك سر"..!! للمزيد إقرأ الرياضة.. اضغط هنا