التسول ظاهرة متفشية في جميع المجتمعات، له طرق متعددة ومختلفة، تستهدف لمس قلوب المارة والمواطنين من أجل بضع جنيهات، وفي نهاية اليوم تكون الحصيلة أكبر من راتب موظف أفنى حياته من أجل زيادة في راتب أو حافز، يعتمد المتسول على ذكائه في استعطاف المارة، من خلال طرق متعددة، هناك من يستخدم عاهة وآخرين يلجأون إلى استخدم ارتداء ملابس ممزقة، وهناك من يستخدم حيلة التدين، وبعضهم من يدعي ضياع أمواله، وآخرين من يلجأون الاتجار بالبشر مثل خطف الأطفال أو تأجيرهم ، طرق مختلفة ابتكرها المتسولين للنصب على المواطنين واللعب بمشاعرهم للحصول على أموال بطرق سهلة وسريعة. مثلما تعددت طرق التسول اختلف أيضا الزمان والمكان الذي تمارس فيه هذه العملية، فنجد أن أعداد المتسولين تتزايد بشكل كبير وملحوظ في شهر رمضان، والأعياد، في محاولة لاستجداء تعاطف المارة، واستغلال الشهر الكريم والزكاة التي يُخرجها الصائمون، ويتواجد المتسولين بشكل ملحوظ في مترو الأنفاق أو في الشوارع بالقرب من إشارات المرور أو الشوارع الرئيسية أو بجوار المطاعم، ويكون النسبة العمرية للمتسولين بجوار المطاعم من فئة الأطفال، ليستجدي تعاطف رواد المطاعم. خطف الأطفال أو تأجيرها بغرض التسول منذ سنوات لجأ بعض المتسولين إلى خطف الأطفال بهدف استغلالهم في جمع الأموال، وكانت قديما وسيلة مُربحة بشكل كبير، وكان مظهر النساء التي تحمل الأطفال وتدور بها في الشوارع أمر مؤثر للمارة، وكان هذا المشهد يحقق ربحا وفيرا للمتسول، ولكن مع انتشار الهواتف الحديثة والسوشيال ميديا، أصبحت عملية التسول باستخدام أطفال مخطوفة عملية غير مضمونة لهم، فلجئوا إلى طريق آخر وهو تأجير الأطفال بالساعة. أسرة تؤجر طفليها لمتسول ب 10 جنيهات س . م سيدة من أهالي منطقة عزبة خير الله، بدار السلام، بمحافظة القاهرة، قالت ل الوفد، إنها تعرف أسرة تقوم بتأجير طفليها لمتسولين مقابل مبلغ 10 جنيهات في الساعة، لافتة إلى أن هذه الأسرة معدومة، حيث والد لا يعمل والأم تعيش على الأموال التي تأتي لهم صدقة من بعض الأشخاص المقتدرين الذين يتعاطفون مع حالتهم المادية. أضافت، أن هذه الأسرة تقوم بتأجير أطفالها دون أن يعلم احد بذلك من أجل الحصول على الأموال بشكل سهل وسريع، مشيرة إلى أن الأمر لم يقتصر على هذه الأسرة فقط؛ بل يوجد العديد من السيدات المُطلقات التي لا تعمل وتعاني بسبب ضيق الحالة حيث يقومون بتأجير أطفالهم والأسعار تبدأ من 10 جنيهات لأكثر من ذلك، وهو مبلغ ليس بكبير مقابل الخدمة التي يؤدوها للمتسول الذي يحقق آلاف الجنيهات في اليوم الواحد. تأجير الأطفال بديل الخطف أوضحت ( ش . ن ) تعمل بائعة خضار أن عملية تأجير الأطفال في المنطقة أمر ليس بجديد، بل يحدث في أغلب المساكن العشوائية والمناطق التي يعيش فيها الفقراء، مضيفة أنها موضة بديلة لخطف الأطفال، بعد أن أصبحت صور المتسولين منتشرة عبر السوشيال ميديا بالأطفال التي يتجولون بها وكانت سببًا في القبض على العديد منهم بتهمة الاتجار في البشر. حملات أمنية للقبض على المتسولين قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريح ل الوفد، إن التسول بالأطفال يستجدي تعاطف المواطنين بشكل أكبر، وبالتالي يحقق إيراد أكبر بالنسبة للمتسولين، لذلك يلجأوا للأسر الفقيرة جدا، لافتا إلى أنهم يقومون بتأجير أبنائهم وتحديدًا الأطفال البالغين من العمر عامين للتسول بهم . إعطاء الأطفال مُهدئات قبل عملية التسول وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن المتسولين يقومون بإعطاء الأطفال بعض الأدوية مثل أدوية السعال التي تحتوي على مهدئات مثل الكوديين، بهدف تهدئتهم،وهي تحتوي على العديد من الأضرار والمخاطر على صحة الطفل، متابعا، بالإضافة إلى تواجد الأطفال في الشوارع وسط العوادم والشمس وهذا يعرض حياة الأطفال للخطر. وأوضح، اللواء محمد نور الدين، أن عقوبة هذه الجريمة أشغال شاقة مؤبدة؛ للمتسولين الذين يقدمون على جريمة الخطف للأطفال، مضيفا، بينما جريمة التأجير للأسف الشديد تكون غير قوية حيث أن المتسول يدعي أن الطفل الذي في حوزته معه برغبة الأهل. ولفت، أن وزارة الداخلية تشن العديد من الحملات الأمنية على المتسولين وخاصة الذين في حوزتهم أطفال، وفي حالة أن ادعي المتسول أن الذي في حوزته أحد أبناءه في هذه الحالة يتم عمل التحريات اللازمة للتأكد من صحة كلامه، موضحا، أن تأجير الأطفال بغرض التسول يتراوح ما بين 50 إلى 100 جنية في اليوم الواحد للطفل. رأي الطب النفسي قال الدكتور على النبوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، ل الوفد، إن التسول واستغلال الأطفال، ظاهرة من الصعب مقاومتها لما لها من جذور عميقة تتعلق بالربح المادي الخرافي، لافتا إلى أن هذا الربح يشجع المخ والسلوك البشري لمن يمتهنون هذه المهنة، على مكافحة كل أضرارها ومعوقاتها بكل ما تفعله الدولة من أجل منعها، فهي تشبه تجارة المخدرات. وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الدولة على مر السنين تقاوم تجارة المخدرات وتشدد العقوبات ورغم ذلك لم تنتهي هذه التجارة لما تحققه من ربح خرافي، مؤكدا أن الأشياء التي تتميز بالربح الخرافي تجعل من يمتهن هذه المهنة يضع استراتيجيات تجعله يتكيف مع صعوباتها. متسولين يستغلون مشاعر الناس بعد إجراء جراحة وتابع، الدكتور علي نبوي، أن ظاهرة التسول تلعب على المحتوى النفسي للمارة في الشارع، وغالبا يستخدمون طفلا صغيرا رضيعا، لجذب انتباه الناس لإثارة عواطفهم، مضيفا، كما أحيانا نجد رجلا معاقا أو آخر يكتب على ورقة أنه مصاب بسرطان الحنجرة، ويذكر أنه ليس متسولا ويطلب المساعدة من أجل شراء العلاج، متابعا، وهو في حقيقة الأمر لا يأخذ علاج وحالته مستقرة ولديه شق حنجري، ولكن يسرق عطف الناس من توابع الجراحة التي أجراها، أو نجد أحيانا رجلا طاعنا في السن، وبهيئة تجعلنا نتعاطف معه، ونتخيله رجل مسن لا يتحمل البهدلة أو الفقر. وأوضح نبوي، أن جمع هذه الظواهر نفسية لإستضرار العطف، ولكن مع العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت فيديوهات يظهر فيها متسولين، يعلنون تربحهم من هذه المهنة في اليوم الواحد 50 ألف جنيه، مما جعل المواطنين يستفيقوا ويصطدموا بهذه الحالات الكاذبة لعدم منحهم أمواله. التأثير النفسي على الطفل المُستغل في عملية التسول الطفل الذي يمشي مع أهله في طريق التسول؛ من المؤكد أنه عندما يكبر سيصبح واحد من اثنين، إما شخصية سيكوباتية تستغل المجتمع لفعل أشياء ضد المجتمع، أو شخصية مكتئبة مما حدث له خلال فترة الطفولة من استغلال، موضحا أننا سنكون بين شخصين ضاريين للمجتمع نتاج لشخصية مُدمرة نفسيا لذلك على المجتمع أن يحميهم وإلا سيتحول إلى شخص متسول على مستوى أكبر من قبل. المتسول السيكوباتي أحيانا نجد شخص بملابس أنيقة، ويدعي أنه ليس متسول وتم سرقته، ويريد أجرة المواصلات التي تنقله لمحافظة أخرى، وفي المقابل يعطيه المواطنين مبالغ تتجاوز ال 100 جنية معتقدين أنه صادق ويريد المساعدة، وقد يكون التسول بالدين، حيث انتشرت مؤخرا ظاهرة لشاب يقول إنه كان مسيحي وأصبح مسلم ويحمل شهادة يدعي أنها من الأزهر، ويشيرا إلى أن أسرته طردته من المنزل، لذلك استأجر شقة ويريد أن يستكمل ثمنها، ويلف على المساجد لجمع مبالغ كبيرة نظرا لأنه يلعب على مشاعر الناس، مؤكدا أن هذا الشخص سيكوباتي لأنه يدعي انتقاله من دين إلى دين، والدين في الطب النفسي مثل الكيان. إحداث عاهة للأطفال لجذب تعاطف المواطنين ( ل . ع ) طالبة جامعية، لفتت إلى أنها ذات مرة تعاطفت مع طفل كان يتسول داخل عربة مترو الأنفاق وفي قدمه عاهة، بل وجميع الركاب أيضا أعطوا للطفل أموال بعد أن سار أمامهم وقدمه بها التواء شديد، ووجهه يبدوا كأنه تعرض لضرب مُبرح، لافتا إلى أنها سألت الطفل عن سبب الكدمات التي في وجهه ولكنه قال أن هناك بعض الأطفال قاموا بالتعدي عليه، وأرادوا سرقة أمواله التي حصل عليها من الناس. فن التسول في مترو الأنفاق ولفتت، إلى أن المتسولين ينتشرون في المترو بشكل كبير وتحديدا عربات السيدات لتأكدهم أن الفئة التي تتأثر بشكل أكبر هم النساء، موضحة أن أساليب التسول متعددة داخل المترو، في إحدى المرات سيدة كانت تدعي أن زوجها طردها من منزلها بالأطفال وهي تجمع المال من أجل شراء عُلبة لبن للطفل الذي تحمله، وهنا آخرين رجالا يدعون أنهم صُم بُكم وفي يدهم ورقم يطلبون بها المساعدة، وذات مرة استوقفتها شابه متأنقة، لا يبدوا عليها أنه متسولة طلبت منها مال لأنها فقدت محفظة نقودها، وغيرها من طرق مختلفة للتسول داخل مترو الأنفاق. اقرأ أيضا : "العرابي" في حواره ل الوفد: النظرة المصرية لحقوق الإنسان أوسع بكثير من باقي الدول حسن الرداد يطالب متابعيه بحظر صفحة إيمي سمير غانم