التأمل فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وسيتم الحديث في تأملات في سورة النمل عن التأملات واللمسات البيانية التي جاءت في الآية التي كانت سببًا لتسمية السورة بهذا الاسم، فقد قال تعالى في محكم كتابه: {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}. فبالإضافة إلى ما جاء فيها من إعجازٍ علميّ، فإن هذه الآية تذكر إعجازًا بيانيًّا بلاغيًّا واضحًا من حديث النملة مع رفاقها من النمل عند اقتراب جيش نبيّ الله سليمان -عليه السلام- وجنوده من وادي النمل. فيُلاحظ من دراسة تأملات في سورة النمل بأنّ هذه النملة قد جمعت في كلامها وتصرفها ثلاثة عشر فعلًا، فالنملة قد "أحسّت" بقدوم سليمان وجنوده، و"بادرت" بتنبيه النمل والقيام بعملها، و"نادت" بقولها يا أيّها النمل، و"نبّهت" باستخدامها كلمة "أيّها" فهي لم تقل يا نمل وكفى، و"أمرت" النمل بدخول مساكنهم، و"خصّت" بأن دعت كلّ نملةٍ أن تدخل إلى مسكنها الخاص بها وتستقر به، و"نصحت" بأن دعت النمل للاختباء، و"بالغت" بقولها لا يحطمنكم أي تقصد يحطم جميع النمل، و"أكّدت" بإضافة نون التوكيد في كلمة يحطمنّكم، و"بيّنت" بأنّ الخطر هو قدوم سليمان وجنده، و"أنذرت" النمل جميعًا، و"نفت" بقولها وهم لا يشعرون فهي نفت أن يشعر سليمان وجنده بالنمل، و"أعذرت" بأنّها قالت لا يشعرون أي أنّها عذرت جيش سليمان من أنهم قد يحطمون النمل دون أن يشعروا.