رأى المحلل الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" في مقاله اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الربيع العربي انتهى في تونس في ضوء الأحداث الأخيرة، وعلى رأسها اغتيال الناشط التونسي "شكري بلعيد". وقال "بيسموت":" إن محمد بوعزيزي الشاب التونسي أشعل النيران بنفسه في 17 ديسمبر 2010، ومات متأثرا بجراحه بعد مصادرة الشرطة عربة الخضروات منه، وباقي الأحداث معروفة حيث فقد "بن علي" السلطة وجر معه إلى كتب التاريخ مصر وليبيا واليمن التي تساقطت أنظمتها الواحد تلو الآخر مثل: لعبة الدومينو وأطلقوا على ذلك الحراك "الربيع العربي". وأضاف "بيسموت" أن سقوط "بن علي" لم يكن النهاية في تونس التي أعدت دستورها وانتخبت رئيساً إسلامياً رغم استياء نصف سكان تونس العصرية، مشيراً إلى أن صعود الإسلاميين أنسى الجميع "بوعزيزي" وتوقف السياح عن التوافد عليها وانهار اقتصادها المستقر نسبياً وعاد النظام القمعي إليها. وتابع "بيسموت" أن هذا ليس الطفل الذي صلى من أجله أبطال الثورة التونسية، مؤكداً أن نفس الشيء ينطبق على الثورة المصرية، مشيراً إلى أن هناك من كان يتربص في أحد الزوايا ، أو لتحري الدقة "المساجد"، وسرق منهم الثورة. وأضاف "بيسموت" أن اسم "بوعزيزي" حل محله الآن اسم "شكري بلعيد" الذي اغتاله أحد الإسلاميين وهرب لأنه من أكبر المعارضين للإسلاميين الذين يحكمون تونس الآن ونجحوا في تكدير حياة العلمانيين في الجامعات، مشيراً إلى أن "بلعيد" اتهم الإخوان المسلمين في تونس قبل يوم من اغتياله بأنهم يدعون مؤيديهم لممارسة العنف، الأمر الذي أدى إلى أول حادث اغتيال سياسي في تونس المعاصرة منذ استقلالها في عام 1956. ورأى "بيسموت" أن التوانسة الآن أمام خيارين أولهما الحفاظ على الإنجازات العصرية والعلمانية الكبيرة والتاريخية للرئيس الأول "الحبيب بورقيبة"، وثانيهما هو العودة مئات السنين للوراء مثلما يريد الإخوان المسلمين والسلفيين بإعادة تونس الساحرة إلى القرن السابع.