إنَّ فضل سورة الزخرف مشمولٌ بفضل القرآن الكريم عمومًا، وهو لا ينحصر فقط بأجر وبركة التلاوة ؛ بل يشمل أيضًا الفهم والتطبيق، لذا فإن على المسلم أن يَحْرِصَ على فهمِ معانيها، وتَمَثُلِها في سلوكِه؛ لينال بذلك الفضل كلّه، وقد خَصَّتْ بعض الأحاديث النبوية الشريفة سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضلِ سورة الزخرف. فَعَنْ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ أقرِئْني القُرآنَ، قال: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذَواتِ الر"، قال الرَّجُلُ: كبِر سِنِّي، وثقُل لساني، وغلُظ قلبي، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ حم"، فقال الرَّجُلُ مِثْلَ ذلكَ، ولكِنْ أقرِئْني يا رسولَ اللهِ سورةً جامعةً، فأقرَأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" حتَّى بلَغ: "مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" . قال الرَّجُلُ: والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ، ولكِنْ أخبِرْني بما علَيَّ مِن العملِ أعمَلْ ما أطَقْتُ العمَلَ، قال: "الصَّلواتُ الخَمسُ، وصيامُ رمضانَ، وحجُّ البيتِ، وأدِّ زكاةَ مالِكَ، ومُرْ بالمعروفِ، وَانْهَ عنِ المُنكَرِ" ". فسورة الزخرف من ذوات (حم) التي ذُكِرَتْ في الحديث النبوي الشريف، وهذا مِمَّا يزيد في فضلها.