يقول الله تعالى: «والله بصير بالعباد»، «وكان الله سميعاً بصيراً»، «وأن الله سميع بصير». . والبصير هو الذى يشاهد ويرى ولا يغرب عنه ما تحت الثرى وأبصاره منزهة أن تكون بحدقة وأجفان ومقدسة. ويقول العلماء الأجلاء من عرف أن الله بصير زين باطنه بالمراقبة وظاهره بالمحاسبة وصار خائفاً من الله، يهابه أن يراه حيث نهاه أو يفتقده حيث اقتفاه، ويعلم أنه يمر أى عن الله تعالى ومسمع فلا يستهين بنظره إليه وإطلاعه عليه. وفى هذا الصدد يتحدث العلامة المغفور له بإذن الله فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى قائلاً: «الله بصير بالعباد»، ولم يقل الله إنه عليم بالعباد لأن عليم تكون للأمور العقدية، والبصر لا يأتى إلا ليدرك حركة. وسلوكاً.. والله سبحانه وتعالى يرى العباد المتحركين فى الكون، ومتابعة الحركة تحتاج إلى البصر، ولا تحتاج إلى العلم.. وكأن الله سبحانه وتعالى يقول: إن كنتم تعتقدون أنى لا أراكم فالخلل فى إيمانكم وإن كنتم تعتقدون أنى أراكم فلم جعلتمونى أهون الناظرين إليكم.. وبذلك نفهم أن الإسلام سلوك لا اعتقاد فقط، لأن الذى يرى هو الفعل لا المعتقدات الداخلية. وما دام الله بصيراً بكل سكنات الإنسان وحركاته، فإن المسلم يستحى أن يراه ربه على غير ما يحب.. ومن أخفى عن غير الله ما لا يخفيه عن الله فقد استهان بنظر الله ولهذا تثمر معرفة هذا الاسم المراقبة، طبقاً لما ورد فى سيرة ابن هشام.