تكررت فى الآونة الأخيرة حوادث القطارات داخل مصر مع اختلاف قطاعاتها الجغرافية سواء فى الوجه القبلى أو البحرى، ودائماً هناك اتهامات توجه للعنصر البشرى، أو سوء وتهالك البنية الأساسية لقطاع السكك الحديدية فى مصر، التى تعمل منذ عقود على القضبان، رغم أن مصر تمتلك ثانى أقدم خط سكة حديد فى العالم بعد بريطانيا. وفى معظم هذه الحوادث، تشير أصابع الاتهام إلى العنصر البشرى، باعتباره المتهم الأول فيها، ويؤكد الدكتور حسن المهدى، أستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس، أن العامل البشرى ليس هو المتسبب الرئيسى فى وقوع حوادث القطارات، وأن المنظومة كاملة فى قطاع السكك الحديدية تحتاج إلى تحديث وتطوير وتكهين بعض العربات التى تسير على تلك القضبان منذ عشرات السنين، وتحديث نظم كهربة الإشارات (ATC) والجهاز الذى يعمل داخل القطارات على جميع خطوط السكة الحديد وتجديد القضبان، وتحديث أسطول عربات القطارات القديمة بعربات جديدة، وتطوير المحطات الرئيسية والفرعية. وأشار إلى أن قطاع السكك الحديدية فى مصر تعمل عليه نحو 865 رحلة يومياً، وهو رقم كبير جداً، وهناك تشغيل لبعض القطارات قليلة الكثافة وأضاف أنه من أجل تطوير المرفق يجب توقيف بعض القطارات وتخفيف الأحمال على البنية الأساسية وتطويرها، مثلما يحدث فى قطاع الطرق والكبارى، حينما يتم غلق الطرق أو تقليل مساحة المرور لحين التطوير، وهذا هو الحل الجذرى للقضاء على مشاكل حوادث القطارات فى مصر، والتى دائماً تخلف عدداً كبيراً من الضحايا، وأخيراً يجب تقليل سرعة القطارات، فغالباً ما تقع حوادث انقلاب العربات وخروج عن القضبان بسبب السرعة الكبيرة، وهو ما تكرر أكثر من مرة مؤخراً، وأوضح أن تكرار حوادث القطارات بشكل عام سببه البنية الأساسية المتهالكة والقضبان غير الصالحة لمرور القطارات، والمزلقانات غير الآمنة، وهى المشاكل المستمرة رغم التوجيهات الدائمة بتطوير المنظومة، وأن حركة القطارات الكثيرة التى توجد داخل المحطات الرئيسية بالعواصم والمدن الكبيرة أمر معرض لاحتمالات خطأ كثيرة دون وجود فرصة لإصلاحه إدراك الكارثة قبل وقوعها. وأكد عماد نبيل، خبير النقل الدولى، أن العامل البشرى ليس هو المسئول وحده فقط عن حوادث القطارات، فقطاع السكك الحديدية لديه مشكلة كبيرة فى نظام التحكم بالقطارات والإشارات، ومشكلة القطارات أنها تقل عدداً كبيراً من المواطنين، وأى خطأ فى المنظومة يكلفنا الكثير من الأرواح، وتطوير وتحديث المنظومة تكلف فى السنوات الأخيرة المليارات، وسيستهلك أيضاً مبالغ كبيرة لأنه قطاع متهالك منذ عشرات السنين وتسعى الدولة فى الفترة الأخيرة إلى تطوير ذلك المرفق المهم الذى يستخدمه نحو مليون راكب يومياً.
