لا بدّ من وقفة عند العشرة ايام الأخيرة من شهر شعبان، فشهر شعبان أهمّ من شهر رجب وخاصة آخر شهر شعبان أهمّ من أوّله، وإذا لم يوفق أحدنا لخيرات شعبان المباركة، فلا أقلّ من اغتنام فرصة العشر الأواخر،التي يمكن فيها تدارك ما فات. بهذا بدأ الشيخ حجازى فارس امام وخطيب مسجد سيدى عبدالرحيم القناوى وأضاف : إنّ شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر عشرة ايام فيه فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالإقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك وأكثر من الدعاء والإستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله اليك وأنت مخلص لله عز وجل ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته ولا ذنباً أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ) وأكثر من ان تقول فيما بقى من هذا الشهر " اللهم ان لم تكن قد غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا في ما بقي منه، فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان،وطبيعي أن يكون الهاجس الذي يعيشه المؤمن في هذه الأيام المتبقية كيف يتدارك في ما بقي من شهر شعبان تقصيره فيما مضى ؟ وفي هذا توجيهاً ت عديدة يمكن اعتبار الأول منها عنواناً لكل ماينبغي فعله،لافي شعبان وحده، بل في كل وقت، فلا أقل من أن نعوِّد أنفسنا الإنصراف عما لايعنينا في ايام هي على أبواب أفضل الشهور، فلعل وعسى كما يمكن اعتبار الثاني والثالث والرابع مقدمات التوبة، فإنها تلين القلب وتستصلحه ليصبح مستعداً لتقبل بذرة توبة صادقة نصوح ويتحقق الإكثارمن الدعاء والإستغفار بالإكثار من قول " أستغفر الله " وأنّ من صيغ الإستغفار في شعبان" أستغفر الله وأسأله التوبة" أو: أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم الحيّ القيوم وأتوب إليه" سبعين مرة يومياً. ويبدو في ضوء بعض الروايات أن "الإكثار" يتحقق بعدد مائة، والزيادة نور على نور. كما ان الثواب يكون كبير فيها لقراءة كتاب الله تعالى وأما التوبة وهي بيت القصيد، فينبغي التنبه إلى أن فترة العشرة ايام الأخيرة من شعبان موسم استثنائي لقبول التوبة، فلنغتنم فرصتها السانحة، وأضاف الشيخ حجازى فارس امام وخطيب مسجد سيدى عبدالرحيم القناوى: حثَّ أئمّة أهل البيت في الرّوايات الواردة عنهم، على إحياء الأيّام الفضيلة في شهر شعبان، ولا سيّما العشر الأواخر منه، لما لذلك من فضل كبير، وأجر عظيم كتبه الله للمؤمنين، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعني ،وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن،وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّ وجلّ ،ولا تدعنَّ أمانةً في عنقك إلّا أدّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلّا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلّا أقلعت عنه. واتقّ الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك {وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىء قَدْراً}. وأكثر من أن تقول في ما بقى من هذا الشَّهر: اَللّهُمَّ اِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ، فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْهُ، فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر". ، الّتي تعلمنا أن نتدارك الوقت بالخيرات، ونكثر من قراءة القرآن والدعاء بروح منفتحة واعية، وأن نتوب من الذّنوب بصدق، ونؤدّي الأمانات إلى أهلها كما أمرنا تعالى، وأن نتوكّل على الله وحده ونتّقيه في كلّ صغيرة وكبيرة، وأن نسعى جدّياً في سبيل طلب المغفرة والعفو والرّحمة. وها هو شهر شعبان قد اقتربت العشر الأواخر منه، فلنستغلّ هذه الفرصة بالصّيام والدّعاء وطاعة الله، حتّى ندخل شهر رمضان ونحن على أتمّ الاستعداد الرّوحيّ لهذا الشّهر الفضيل. أنا