يمكن تعريف أصول الدين بأنها كلُّ ما صحَّ وثبتَ في الدين من معتقدات علمية وعملية وغيبيَّات ثبتت بصحيح النصوص الشرعية، فأصول الدين هي مسائل في الدين يجبُ الإيمان بها واعتقادها، يقول عن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية: "أصُول الدِّين إمَّا أنْ تكُونَ مسائِلَ يجِبُ اعتِقادُهَا قوْلًا، أوْ قوْلًا وعمَلًا، كمسَائِلِ التَّوحيدِ، والصِّفاتِ، والقَدَرِ، والنُّبوَّةِ، والمَعَادِ، أو دلائِلَ هذِهِ المسَائِلُ"، وهي تعني أيضًا قواعد الدين، فأصول الدين هي قواعده ولذلك فإنَّ كثيرٌ من العلماء يذكر كلا المصطلحين في نفس السياق، ويقول ابن تيمية أيضًا: "فَقَدْ جَمَعَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ؛ إخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةِ أُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَهَذِهِ الثَّلَاثُ تَجْمَعُ أُصُولَ الدِّينِ، وَقَوَاعِدَهُ، وَتَجْمَعُ الْحُقُوقَ الَّتِي لِلَّهِ، وَلِعِبَادِهِ، وَتَنْتَظِمُ مَصَالِحَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، وأحيانًا يُقصد بهذا المفهوم أركان الإيمان وأركان الإسلام، وتُعرَّف أركان الإسلام من حديث عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بُنيَ الإسلامُ على خَمسةٍ شَهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ منِ استطاعَ إليهِ سبيلًا". أمّا أركان الإيمان فهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وقد جاءت هذه الأركان كلها بنصوص قطعية ثابتة يجب على المسلم أن يؤمن بها دون أدنى شكٍّ.