سميت سورة البلد بذلك الاسم لأنّ الله -تعالى- ابتدأ السورة بالقسم بالبلد الحرام والمقصود به مكّة المكرّمة {لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا 0لْبَلَدِ}. وفي ذلك تعظيمًا لشأنها، وقد شرف الله مكة فجعل فيها الكعبة وهي قبلة المسلمين. وقد ورد في ترجمة سورة البلد في صحيح البخاري أنّ اسمها سورة: لا أقسم، أمّا في المصاحف وكتب التفسير سميت بسورة البلد. وقد قيل إنّها إنكارًا لما يقوله ويدّعيه أبو الأشد وغيره من الناس الذين يتصفون في صفاته، واغتراره بما ينفق من الأموال في سبيل معاداة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهذا ما كان يقوم به أهل الجاهليّة؛ حيث يفتخرون بما ينفقون من الأموال بغية إظهارهم عدم اكتراثهم بالمال. وقد أورد مقاتل أنّها نزلت في رجلٍ يدعى: الحارث بن عامر بن نوفل، ففي يومٍ من الأيام أذنبَ الحارث ذنبًا ما؛ فذهب إلى النبي -صلّى الله عليه وسلم- لأخذِ مشورته واستفتائه بأمر ذنبه، فأمره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يدفع كفارةً ليغفر الله -تعالى- له ما اقترف من ذنبٍ ويتوب عليه، فادّعى الحارث أنّه منذ إسلامه ودخوله دين محمد -صلّى الله عليه وسلم- أنفق جلّ ماله وثروته على الكفارات والنفقات، ومن الممكن أّنه ندم على ما أنفق، أو أنّه بالغ وكذب بما قال، فنزلت الآية السابقة من سورة البلد. وقد ورد في أحد التفاسير أنّ امرأة أبي لهب كانت تملك قلادةً من ذهب، وقامت ببيعها لتنفق ثمنها على عداوة محمّد صلى الله عليه وسلم.