إنّ الإحسان خلق إسلامي عظيم قائم على أساس متين وهو الإسلام، وهو فعل الخيرات على وجه الكمال، وهو درجة الاتقان في الأقوال والأفعال. وهو أعلى درجة في الدين، وهو يأتي على نوعين؛ أولهما إحسان في حقّ الله، وهذا يستوجب المراقبة الذاتية المستمرة على الأعمال والأفعال حتى تستحسن، وثانيهما إحسان في حق الناس الذي يتطلب معاملة الآخرين بأفضل ما عنده حتى ينال الثواب. حيث قال الله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}. فمن جعل مراقبة الله بين ناظريه، نال جزاؤه من جنس عمله، فيُحسن الله -تعالى- إليه في دنياه وآخرته، وأكبر الجزاء النظر إلى وجهه الكريم. بدليل قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ . الإحسان أعلى منزلة في الدين، وهو أشرفها مكانة، ولا يصل المسلم إلى هذه الدرجة حتي يكون مؤمنًا حقّ الإيمان، حيث قال رسول الله : "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ. وأمّا عدد أركان الإحسان فبيان ذلك في حديث ذكره النبي الكريم فقال: "الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ". وهذا يتطلب أن يصل المؤمن إلى مراتب الإحسان، وفيما يأتي بيانها: مرتبة المشاهدة: وهو أن يتحقق الإيمان في قلب المسلم حتى لا يرى فيه غير الله -تعالى- يسري في جسده، فلا يخطو خطوة دون أن يكون الله -تعالى- بين عينيه. مرتبة المراقبة: هو أن يكون المؤمن مخلصًا لله -تعالى- باستحضار مشاهدة الله، وقربه منه، فلا يعمل عملاً إلّا ويخلص به، ولا يجعل فيه نيةً إلّا إرضاء الله تعالى.