كشفت دراسة علمية حديثة أن منطقة وادي فيران بجنوب سيناء تضم أكبر وأهم مدينة مسيحية في شبه جزيرة سيناء وبها اقدم كاتدرائية ترجع للقرن الرابع الميلادي . وأكدت الدراسة أن المدينة ضمت داخلها العديد من الكنائس وبها العديد من القلايا ومقعد للبابوية. وقالت الدراسة التي أعدها الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الاثرية بسيناء إن كاتدرائية فيران أقدم في تاريخ إنشائها من دير سانت كاترين وأن للكاتدرائية دوراً مهماً فى استقبال المسيحيين القادمين من أوروبا فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء وكانت هناك أماكن مخصصة لهم بالكاتدرائية كما تحوى المدينة منازل ومقابر للمسيحيين لم تمس بسوء. وأكد أن هذا الوادى يعتبر كنزاً أثرياً سياحياً يمثل واحة النساك الأوائل بها وهو الوادى المتفرد ملتقى للحضارات التى تركت نقوشها على صفحات صخوره الوردية ويقع وادى فيران على بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5كم وعرضه ما بين 250 إلى 375م ويحده من الشمال جبل البنات ومن الجنوب جبل سربال ومن الشرق جبل أبورا ومن الغرب جبل هداهد ويمتاز بالمياه الغزيرة من عيون أمامها خزانات تتجمع فيها المياه كالبركة وتسمى (محاسن) ومن الخزانات تخرج قنوات المياه إلى الحدائق. وقالت الدراسة إن الوادى يضم أكبر وأهم مدينة مسيحية بسيناء والتى تحوى آثار من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م ولقد التجأ النسّاك إلى وادى فيران وبنوا قلايا من الحجر (مساكن الرهبان) ولجئوا لعدة مواقع بوادى فيران منها وادى سجلية وبه موقع الكرم الذى يرتفع 1200م فوق مستوى سطح البحر وبه دير صغير يحوى أربع قلايا كما تجمع الرهبان بأحد الجبال بالوادى يسمى جبل البنات يحوى دير يطلق عليه دير البنات يعود للفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى . واشارت الدراسة إلى أن كنائس وادى فيران لم تقتصر على دورها الدينى وكان لها أدوار اجتماعية تتمثل فى علاج المقيمين داخل وخارج المدينة وكانت هناك كنيسة تقع بوسط تل محرض يطلق عليها كنيسة المدينة هى التى تستقبل المرضى . وقالت الدراسة إن مقابر الرهبان تم نهبها بواسطة سلطة الاحتلال الصهيونى أثناء احتلال سيناء ونهبت محتوياتها وسرقت جسامين الرهبان. وطالب ريحان باستغلال هذا الوادى وآثاره الهامة والنادرة فى تنشيط وترويج السياحة الدينية بسيناء واستغلال مناظره الطبيعية الخلابة وجباله الجرانيتية والرملية الحمراء وأوديته فى تنشيط السياحة البيئية وسياحة السفارى واستغلال مجارى السيول بالوادى فى عمل سدود وخزانات لتوفير المياه العذبة لكل سيناء بدلاً من تحولها لقوة تدميرية وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى واستغلال الطبيعة المتفردة به فى تحويله لمتحف حضارى طبيعى مكشوف يضم كل هذه الكنوز المعمارية والفنية.