المنصات الرقمية واقع لا مفر منه.. ومقارنتها بالسينما ظالمة لا أخشى "كورونا" ولم تصبنى بأعراض وهمية خطواتى مدروسة ولم أشارك فى عمل من باب الصدفة يعود النجم شريف سلامة إلى الدراما، بوجه جديد مثلما اعتدنا منه فى أدواره السابقة على الاختلاف والتنوع، وذلك من خلال مسلسل «أسود فاتح» والذى يتعاون من خلاله لأول مرة مع النجمة هيفاء وهبى. أحداث مأساوية عديدة مرّت على سلامة، كادت أن تهدد مستقبل أعماله الفنية التى كان يحضر لها، والتى تعطل تصويرها أكثر من مرة إلى أن رأت النور أخيرا. وأشار شريف إلى أن ردود الفعل التى جاءته عن دوره فى مسلسل «أسود فاتح» هونت أيام ولحظات صعبة عاشها خلال تصوير المسلسل بداية من كورونا نهاية بحادث انفجار مرفأ بيروت الذى أودى بحياة الكثير، حيث إن المسلسل تم تصويره فى لبنان. ومن ناحية أخرى، يعرض للفنان شريف سلامة فيلم «عمّار»، الذى شارك فى أول عرض سينمائى له، ضمن عروض منتصف الليل، ب«مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» فى دورته ال 42 المنصرمة. شريف سلامة يكشف الكثير من التفاصيل ل«نجوم وفنون» وكواليس ترشحه لمسلسل «أسود فاتح»، وعن طبيعة العمل مع الفنانة هيفاء وهبى، وعن عودته للسينما من خلال فيلم «عمار».. وإلى نص الحوار: لنبدأ معك من فيلم «عمّار».. ما الذى حمسك له خاصة أن حبكته جديدة على السينما المصرية؟ - الفيلم كما ذكرتِ حبكته جديدة لم تطرق إليها السينما إلا قليلا، وهذا أكثر ما حمسنى لتقديمه، حيثُ تدور أحداثه حول أسرة سيئة الحظ تصل إلى قصر آل غريب، وسرعان ما تتبدد فرحة الزوجين وأبنائهم الثلاثة بمسكنهم الجديد بعد أن يبدأ البيت تدريجياً فى امتصاصهم واحدا تلو الآخر لعالم مليء بالجرائم القديمة التى وقعت بين جدرانه، أو أن الجدران المشئومة كانت وراء تلك الجرائم. إلى جانب ثقتى الكبيرة فى مخرج الفيلم محمود كامل والمؤلفين أحمد الدهان وهيثم الدهان. برأيك ما سر اتجاه صُناع الدراما والسينما لتيمة الرعب مؤخراً باعتبارك خوض التجربة فى فيلم «عمّار»؟ - تيمة الرعب ظلمت سينمائياً ودرامياً، رغم أنها لها جمهور كبير وجده ملاذه فى السينما الأجنبية التى برعت فى تقديم هذه النوعية من الثيمات، لذا أسعدت كثيراً بتجربة فيلم «عمّار» لأن الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأعمال. مشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ضمن عروض منتصف الليل.. ماذا أضاف له؟ - سعيد بعرض الفيلم فى مهرجان كبير بحجم القاهرة السينمائى الدولى، المشاركة منحت الفيلم قيمة وثقلاً فنياً، خاصة أن جمهور مهرجان القاهرة يتمتع بذائقة فنية خاصة. وماذا عن ردود الفعل التى جاءتك عن الفيلم حتى الآن؟ - جميعها كانت طيبة، فكان هناك اهتمام كبير من جانب صُناع الفن والجمهور بالأفلام العربية المعروضة فى مهرجان القاهرة السينمائى، حيثُ رفعت الأفلام المصرية جميعها لافتة كامل العدد. وما الذى حمسك للمشاركة فى بطولة مسلسل «أسود فاتح»؟ - لأسباب عديدة، أبرزها التنوع فى شخصية «سيف» فهو وجه جديد على لم أقدمه فى أعمالى السابقة، وهو ما أحرص عليه التنوع والاختلاف، إلى جانب فريق عمل متميز بقيادة النجمة هيفاء وهبى، وشركة إنتاج رائدة، ومخرج كبير بحجم كريم العدل الذى أتعاون معه لأول مرة، وبعد تعاونا سوياً أتمنى تكرار التجربة مرة أخرى، لأنه من المخرجين المتميزين القادرين على استفزازنا كفنانين لتفريغ أفضل ما لدينا من طاقة وموهبة وإبداع. كيف وجدت التعامل مع النجمة هيفاء وهبى؟ - كان أكثر من رائع، فهى فنانة متميزة، وذكية فى اختياراتها، عندما علمت أن العمل من بطولتها تيقنت أن الورق جيد والقصة بها أحداث وتفاصيل مشوقة، وصدق حدسى الفنى عندما اطلعت على الورق الذى ابهرنى، فالعمل مليء بالغموض والرسائل التى تتطلب تركيز كبير من المشاهد لفك شفرتها. شريف سلامة يشغله كاست العمل أم الورق فى معايير اختياره لأعماله الفنية؟ - بالتأكيد الشخصية التى أقدمها، وطريقة تناولها على الورق، ولكن هذا لا يمنع أننى أضع فى اعتباراتى شركة الإنتاج الذى أتعاون معها، هل تقدر الفنانين والفن من عدمه، وربما يكون هذا من أسباب حماسى لمسلسل «أسود فاتح» وجود المنتج صادق الصباح والذى يتشرف أى فنان بالعمل معه، فهو منتج محترم وصاحب تاريخ فنى كبير، يحترم الفن ويقدره، وبعد ذلك الكاست لابد أن يكون مميز لأن نجاح العمل ليس فردياً وإنما جماعى. شاركت فى الفترة الأخيرة فى أعمال درامية تحمل رسائل هادفة ومضامين مبهرة.. فما المنهج التى تتبعه فى اختيار أعمالك؟ - أركض فى اتجاه الشخصية التى تؤمرنى به، فهى التى تفرض نفسها علىّ، وبالتالى يكون أدائى صادقا وإيماءاتى وتعبيرات وجهى وانفعالاتى معبرة عن مكنونات الشخصية، كما أهتم بطاقم العمل هل هناك هارمونى أو تناغم فكرى وحسى فى العمل بيننا من عدمه، إلى جانب التنوع والاختلاف الذى أبحث عنه دائماً، فأنا أدقق فى اختيار أعمالى ولم أشارك فى عمل من باب الصدفة، فالشخص هو الذى يُمنهج حياته ويخلق لنفسه فرصاً. مررت بأحداث مأساوية خلال تصوير المسلسل، والتى تسبب فى تعطيله وتوقفه لأكثر من مرة الأولى بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجد، والثانية بسبب حادث انفجار مرفأ بيروت الذى أدمى قلوب العرب.. كيف أثر ذلك عليكم كفنانين؟ - مسلسل أسود فاتح، يعتبر من الأعمال اللى حاربنا من أجل أن يرى النور، بالفعل مررنا بظروف صعبة، وكان أشدها حادث انفجار مرفأ بيروت، كنت حينها فى الفندق بجانب الانفجار، رأيت الموت بعينى فى هذا الوقت، ورائحة الموت كانت تفوح من كل مكان والأمر غير مقتصر على تحطم واجهات المنازل والأسقف، ولكن هناك منازل اقتلعت من مكانها، إلى جانب تأثرنا كعرب بالحادث وما مرّ على بيروت ليس هيناً، والدمار الذى حدث تسبب فى حالة من الغضب العارم لدى اللبنانيين الذين خرجوا فى مظاهرات غضب واحتجاج، كل هذا تسبب فى تعطيل التصوير، وعدنا لاستكماله بقلوب منهكة من الوجع حتى خرج العمل للنور فى النهاية. وهل شعرت بأعراض وهمية جراء تفشى جائحة كورونا؟ - إطلاقاً، المرض ابتلاء من الله، ولا اعتراض على قضاءه، كنت أخذ احتياطاتى جيدا فقط، بالتعقيم وارتداء القفازات والكمامات، واترك الباقى على الله سبحانه وتعالى. كما اننى رأيت الموت بعينى هذا العام مرة أثناء حادث انفجار مرفأ بيروت، والأخرى أثناء تعرضى لحادث سير مروع أثناء تصوير فيلمى الجديد عمّار. المسلسل كان من المفترض عرضه خلال شهر رمضان ولكن تعرض للتأجيل ليعرض هذه الأيام.. هل أغضبك ذلك؟ - توقيت عرض المسلسل لا يشغلنى، لأن العمل الجيد هو الذى يفرض نفسه على الساحة سواء إذا عرض فى الموسم الرمضانى أو خارجه. ومسلسل «اسود فاتح» كان من المفترض أن يعرض فى شهر رمضان بالفعل ولكن أزمة كورونا أجبرتنا على تأجيله وعطلتنا كثيرًا. المسلسل يعرض على منصة شاهد الإلكترونية.. ألم يقلقك ذلك؟ - لم أقلق إطلاقًا من فكرة العرض على المنصات، بالعكس أرى أن المستقبل للمنصات الرقمية، لأن ظروف الحياة قد تمنع بعض الأشخاص من متابعة المسلسلات على التليفزيون، لكن هذه المنصات تحرر المشاهد من الوقت والزمان والمكان، وإمكانية مشاهد العمل فى الوقت الذى يحلو له بدون فواصل إعلانية. شخصية «سيف» فى المسلسل ذات طابع غربى وهذا يبدو فى التفكير واللوك الذى ظهرت به.. ألم تقلق من عدم تقبل الجمهور للوك الغربى هذا؟ - لم يقلقنى ذلك، لأن سيف نموذج من الواقع، وليس شريف، أنا أقدم شخصية بعيدة تماماً عن شخصيتى. ما أكبر الصعوبات التى واجهتك خلال التصوير؟ - أزمة كورونا والتى جعلتنا نلتزم بالحجر الصحى فى لبنان لأكثر من شهر ونصف الشهر، بعد وقف المطارات، وهذا أثر بشكل كبير على حالتنا النفسية كفريق عمل إلى جانب حادث انفجار لبنان، ما يعرض فى الصحف والمواقع لا شىء عن الحادث، الانفجار كان كبيراً بالفعل المبنى الذى كنت متواجداً فيه وقت انفجار الحادث كان يهتز من قوة الانفجار مع تهشم واجهته الزجاجية وتحطيم بعض الديكور. كيف ترى تجربة أسود فاتح؟ - صعبة لكنها ممتعة، بصرف النظر عن الأحداث التى مررنا بها، لكن العمل أضاف لى الكثير على المستوى المهنى والشخصى، وردود الفعل التى جاءتنى عن دورى فى العمل هدأت من روعى وهوّنت شهوراً وأياماً صعبة عشناها خلال التصوير. فكانت مثابة الأيدى الحانية التى ترتب علىّ. لماذا أنت مقل سينمائياً؟ - لم ابتعد عن السينما عن طيب خاطر، ولكن اختار العمل الذى يعيش مع الجمهور، فأعمالى السينمائية القليلة راسخة وخالدة، فلا أقدم عملاً يمحو من الذاكرة بمرور الوقت والأيام. كيف ترى حال السينما المصرية بعد نجاح تجربة المنصات الرقمية؟ - لا توجد مقارنة بين السينما والمنصات الرقمية، السينما ما زالت محتفظة برونقها، فهى الاختيار الأول التى يبحث عنه الفرد عندما يريد التنزه، إلى جانب عشاق السينما الذين يرتادون على دور العرض بحب وشغف شديد، المنصات هى طفرة لابد أن تحدث تماشياً مع التطور التكنولوجى الذى نشهده حالياً، فهى باتت واقع لا مفر منه، وأرى أن المنصات إضافة للفن بشكل عام وللسينما والشاشة الصغيرة بشكل خاص. هل ترى أن عرض المسلسل على منصة رقمية حرّم شريحة من الجمهور الذين لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا من مشاهدته؟ - إطلاقاً، لأن المسلسل سوف يتم عرضه على شاشة MBC، بعد الانتهاء من عرضه على منصة شاهد، ما يسمح لمن لا يتسنى له من مشاهده العمل على المنصة مشاهدته على الشاشة الصغيرة. لماذا لم نرَ عملاً فنياً يجمعك بزوجتك داليا مصطفى؟ - ليس لدىّ أى مانع للعمل مع داليا، وبالفعل نتلقى عروضاً كثيرة ولكنها للأسف لا تناسبنا. ما الجديد لديك فى الفترة المقبلة؟ - تلقيت الفترة الماضية عروضاً كثيرة ولكنى لم أتخذ أى قرار فيها بعد.