قال الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف ان الكمال لله وحده ، وأن العصمة لأنبيائه ورسله ، وأن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وكان الإمام الشافعي يقول : "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ، وكان يقول في تواضع جم وتقدير لآراء الآخرين: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب" ، مؤكدًا أنه يجب علينا أن ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى تراثنا وعلمائنا وأئمتنا السابقين والى الأئمة الأربعة ؛ الإمام أبي حنيفة، والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل ، لأنهم جميعا بذلوا وسعهم واستنفدوا طاقتهم فى خدمة دينهم. واشار الوزير خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد الامام الشافعى بمحافظة القاهرة اليوم بعنوان " الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره " ان باب الاجتهاد لم يغلق إلى يوم القيامة ، وأننا في حاجة إلى التجديد المستمر لعصرنا أكثر من أي وقت مضي نظرا لكثرة مستجدات عصرنا وتتابعها ، وأكد أن ما كان راجحًا فى وقت أو زمان أو مكان معين قد يصبح مرجوحًا إذا تغير الزمان أو المكان أو الحال لافتا إلى أن الإمام الشافعى رضى الله عنه اكد تأكيدًا عمليًا عندما أفتى في مصر في بعض المسائل بخلاف ما كان قد أفتى به فى العراق ؛ نظرًا لتغير البيئة والأحوال آنذاك ، فعرف مذهبه في العراق بالمذهب القديم ، ومذهبه في مصر بالمذهب الجديد. واشار الى ان الإمام أحمد بن حنبل يقول عن قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" , فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى ، والشافعي على رأس المائة الثانية لافتا إلى أن الشافعي افنى حياته في العلم والفقه ، وكان أديبًا وشاعرا يقول المزني دخلت على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟ فقال الشافعي: أصبحت من الدنيا راحلاً ، وللإخوان مفارقًا ، ولسوء عملي ملاقيًا ، ولكأس المنية شاربًا ، وعلى الله واردًا ، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ، أم إلى النار فأعزيها.