رغم تراجع مانويل ماكرون رئيس فرنسا عن تصريحاته المسيئة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم، خلال حفل تأبين المدرس الفرنسي، الذي ذبح على يد متطرف، إلا أن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية لم تنتهي، فلازال مواقع التواصل الاجتماعي تضح بذكر "إلا رسول الله" وكذلك هاشتاج "مقاطعة المنتجات الفرنسية". ووصف "ماكرون" مطلع الشهر السابق "الإسلام" بأنه ديانه تعيش أزمة، معلنًا أنه سيقدم مشروع قانون في ديسمبر القادم لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسمياً بين الكنيسة والدولة في فرنسا، كما أعلن تشديد الرقابة على المدارس وتحسين السيطرة على التمويل الخارجي للمساجد. قوبلت تصريحات "ماكرون" بانتقادات كثيرة على مستوى العالم الإسلامي، الشئ الذي جعل عدد من البلدان الإسلامية تقاطع المنتجات الفرنسية، هذا في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي أن بلاده تتعرض للهجوم. تناقضات حادة وأمام موجة المقاطعة المشتعلة دعت فرنسا حكومات الدول المعنية إلى "وقف" الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، واعتبرت أن هذه الدعوات "تشوه المواقف التي دافعت عنها فرنسا من أجل حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الديانة ورفض أي دعوة للكراهية". وأكدت الخارجية الفرنسية أن مشروع القانون ضد الإسلام الراديكالي وتصريحات الرئيس الفرنسي تهدف فقط إلى مكافحة ما وصفته ب "الإسلام الراديكالي والقيام بذلك مع مسلمي فرنسا الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع والتاريخ والجمهورية الفرنسية". وشرعت السلطات الفرنسية في ملاحقة أئمة جمعيات إسلامية في البلاد، وأغلقت عددا من المساجد. وفي المقابل أعلنت الحكومة الفرنسية عن أكثر من 120 عملية تفتيش لمنازل مملوكة لأفراد، وحل جمعيات متهمة بنشر خطاب إسلامي، وخطط لاستهداف تمويل الإرهاب، ودعم جديد للمعلمين، وضغوط جديدة على شركات التواصل الاجتماعي لمراقبة المحتوى بشكل أكثر كفاءة. رد فعل مصري ومن ثم دعت فرنسا حكومات الدول الإسلامية إلى وقف دعوات مقاطعة سلعها التي جاءت بعد تصريحات لمسؤولين، هذا بالتزامن مع مشاركة عدد من المحال التجارية المصرية في الحملة الخاصة بمقاطعة المنتجات الفرنسية، رداً على الرسومات المسيئة للإسلام والتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي. رأي اقتصادي قال الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام، إن تراجع الرئيس الفرنسي "مانويل ماكرون" عن تصريحاته المسيئة للمسلمين يوضح أنه عندما تجتمع شعوب العالم الإسلامي على رأي واحد فيكون لها ما تريد. وأضاف "رزق" في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن المقاطعة التى أقرتها شعوب العالم الإسلامى والتزم بها بعض الحكام، أوجعت فرنسا بالإضافة إلى دول أخرى معها. وأفاد "رزق" أن هناك سببين وراء هذا التراجع، وهم: أن المقاطعة أتت بثمارها الاقتصادي، وكذلك الظروف الحالية في فرنسا من إعلان حالة الطوارئ الصحية بسبب كورونا، مشيرًا إلى أن هذه الأسباب جعلت فرنسا تتأثر بمقاطعة منتجاتها. وأكد "رزق" أن فرنسا إذا ظلت على هذا الحال لمدة شهر واحد فإنها ستعلن إفلاسها، موضحًا أن اجتماع العالم لاإسلامي على رأي واحد يعد ضربة قوية لليمين الأوروبي المتطرف.