يُعَدّ الإيمان بالملائكة من الإيمان، قال -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ). والإيمان بهم يقتضي جملة أمور، منها: التصديق بوجودهم، والإقرار بأنّهم عبادٌ مكلفون، وأنّه يجري عليهم الموت؛ فلا خلود لهم وإنْ طالت حياتهم، وأنّ الله اختار منهم رسلاً يُلبّون أوامره، مصداقاً لقوله -تعالى-: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا). والملائكة في اللغة جمعُ مَلَك، وأصله مَأْلك، من الأَلوكة،[4] والألوكة اسم يقصد به الرسالة. ومن هنا فالملائكة لغة يُقصَد بهم: المُرسَلون، كما قال الله -تعالى- فيهم: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا). أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فيمكن القول بأنّهم: أجسامٌ تسكن السماوات، وقد اتّصفت، وتميّزت بعددٍ من الخصائص، وهي: العُلوّ، واللُّطف*، ومكّنها الله تعالى من التّشكل بأشكال وصور متعدّدة، كما عرّفها ابن قتيبة -رحمه الله- بقوله: "إنّها أرواحٌ لطيفةٌ تجري مجرى الدم وتصل إلى القلوب وتدخل في الثرى وتَرى ولا تُرى".