التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم من علامات محبة الله و روى البخارى ومسلم وغيرهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من رآنى فى المنام فسيرانى ، فى اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بى". لقد وضع الحافظ السيوطى رسالة فى روية النبى صلى الله عليه وسلم " مناما ويقظة سماها " تنوير الحلك فى إمكان رؤية النبى جهارا أو الملك " كما تحدث عنها غيره مثل القسطلانى فى المواهب اللدنية بشرح الزرقانى، وقد استخلصت من ذلك ما يأتي: 1 - رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام جائزة ، على خلاف فى رؤية الشخص أو المثال ، وما يحتاج إلى تعبير وما لا يحتاج إليه ، وذلك كرؤية الإنسان لأى شخص بعد وفاته. 2 -من راَه فى المنام فسيراه ، تحقيقا للوعد الذى جاء فى الحديث ، على خلاف فى هذه الرؤية إن كانت فى الدنيا أو فى الآخرة ، أو كانت لمن راَه حال حياته صلى الله عليه وسلم خاصة ، أو عامة لكل إنسان إلى يوم القيامة. 3-رؤيته يقظة بعد موته ليس هناك نص يمنعها، فهى ممكنة، على خلاف فى هذه الرؤية: فإن كانت مثالية أى صورة يستحضرها الإنسان حتى تبدو كأنها الحقيقة فذلك لا مانع منه ، ويحمل عليه ما يراه بعض الصالحين ، وإن كانت روية شخصية وكان الرائى قد راَه فى قبره فذلك لا مانع منه ، كما رأى النبى صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام فى قبره ، وهى لأصحاب الكرامات ، والكرامات معترف بها كالمعجزات ، مع التحفظ على أن هذه الرؤية الشخصية ربما لا تكون تماما كالرؤية بالعين الباصرة المتعارفة عند الناس. 4 - حوادث رؤية النبى صلى الله عليه وسلم بعد موته كثيرة ، لكن أسانيد رواياتها ظنية ، وهناك مندوحة لعدم تصديقها ، والرائى لا بد أن يكون عدلا، وفى الوقت نفسه يكون متثبتا مما رآه ، كامل العقل والقدرة على الإخبار به كما حدث ، وبدون ذلك تقوى التهمة ، وكل راوٍ له استعداده فى التحمل والنقل ، والأداء ربما لا يعتبر تماما عن الرؤية. 5 -ما يُدَّعى أنه أمِرَ به أو نهى عنه فى الرؤية الشخصية لا يمكن أن يعارض الثابت فى القرآن والسنة. 6 -ينبغى لمن حصل له ذلك ألا يستغله استغلالا سيئا لمصلحة نفسه أو لغرض آخر لا يتفق مع الدين ، وهو حرٌّ فى تصديق ما يراه ، لكن لا يفرضه على غيره .