في مثل هذا اليوم، 22 أبريل عام 1948م، وقعت حيفا تحت وطئة الاحتلال الصهيوني، وقامت إسرائيل بارتكاب عدد من المذابح الدموية بها لإرغام أهلها على مغادرتها والهجرة منها تنفيذًا لمخطط "التطهير العرقي" في فلسطين. موقع حيفا المتميز مطمع لليهود أصبح موقع حيفا المتميز مطمع لليهود حيث أن لها أهمية كبرى فهي تمثل رابط مواصلات برية وبحرية، ونقطة تقاطع يرتبط من خلالها البر بالبحر والسهل بالجبل والشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ومن الناحية طبيعية يتوافر بها الخامات المعدنية والمياه الجوفية والسطحية والتربة الزراعية والثروة السمكية. الأممالمتحدة تعطي حيفا لليهود أعطى قرار التقسيم الذي نفذته الأممالمتحدة 55% من أرض فلسطين لإسرائيل، وشملت حصة اليهود من أرض فلسطين على الشريط البحري وأغلبية مساحة صحراء النّقب، ووقعت حيفا ضمن حدود الدولة اليهودية حيث قررت لجنة الأممالمتحدة أن تكون المدينة الميناء الرئيسي لهذه الدولة. طرد أهل حيفا بالقوة وفي 21 أبريل 1948 أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا في حين كان قد أبلغ الجانب الصهيوني بذلك قبل أربعة أيام وكان هذا الإعلان إشارة لبدء القوات الصهيونية خطتها في الاستيلاء على المدينة. وتزامن احتلال إسرائيل لحيفا مع قيامها بالعديد من المجازر في فلسطين وخاصة في منطقة الشمال وذلك هذا في ظل تسليح القوات البريطانية للإسرائيليين، وقامت العصابات الصهيونية بإسالة البترول في الطرق المؤدية إلى الأحياء العربية وأشعلت فيها النيران باستثناء المنافذ المؤدية إلى البحر. وتم هدم "الحسبة" بكاملها وهي المنطقة التي كانت عبارة عن الملجأ الأمين لأهالي حيفا العرب، وكانت "الحسبة" قريبة من بوابة الميناء، ومع القصف زحف الفلسطينين من الحسبة باتجاه الميناء وفي ذلك الوقت جاءت قوارب وحملت الفلسطينيين إلى الشواطئ العربية في لبنان وسوريا، واعتبر اليهود طرد الفلسطينيين فرصة ذهبية لتحويل حيفا من مدينة عربية إلى مدينة يهودية شكلاً ومضمونًا. سقوط حيفا الفلسطينية كان سقوط مدينة حيفا مؤامرة مشتركة بين العصابات الصهيونية "الهاجاناه" وقوات الاحتلال البريطانية، وأطبقت قوات هذه العصابات على الأحياء العربية، ودعت ناسها إلى الخروج من بيوتهم تحت طائلة القتل، كما جرى إغلاق كافة المداخل من قبل القوات البريطانية وسط مقاومة باسلة من المقاومين الفلسطينيين والعرب المؤازرين، ولكن بأسلحة قليلة لا تتجاوز البنادق القديمة.