يسأل الكثير من الناس هل يجوز أن يقال فى التهنئة بالزواج بالرفاء والبنين، فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال من السنة أن يتقدم الناس بتهنئة العروسين والدعاء لهما بالبركة ، بناء على التوجيهات العامة بالمشاركة الوجدانية بين المسلمين ، أى الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم ، ففى سنن الترمذى وأبى داود وابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تزوج الإنسان قال له "بارك الله لك وبارك عليك ، وجمع بينكما فى خير " وهذا الحديث كما يقول الترمذى : حسن صحيح . ويكره عند التهنئة أن يقال : بالرفاء والبنين ، كما ذكره النووى فى كتابه "الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار" ص 281 ، فقد تزوج عقيل ابن أبى طالب امرأة من بنى جشم ولما ذهبوا إليه ليهنئوه قالوا : بالرفاء والبنين ، فقال لهم : لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك لهم وبارك عليهم " رواه النسائى وابن ماجه وروى أحمد مثله ، وفى رواية له "لا تقولوا ذلك ، قولا بارك الله لها فيك ، وبارك فيها" . يقول ابن الأثير فى "النهاية" . الرفأ هو الالتئام والاتفاق والبركة والنماء ، ومنه قولهم : رفأت الثوب رفءا ، ورفوته رفوا ، وإنما نهى عنه كراهية لأنه كان من عادتهم ، ذكر ذلك الشوكانى فى "نيل الأوطار" وابن مفلح فى "الآداب الشرعية" . والخلاصة أن الكلمة معناها جميل ، لأنها دعاء بالوفاق والبركة بين الزوجين ، و دعاء بذرية البنين ، وهو خير ، والدعاء بالخير غير ممنوع ، لكن قال العلماء بكراهة هذه العبارة، لأنها كانت من عادات الجاهلية، وبخاصة الدعاء للبنين الذى يدل على ما كان عندهم من كراهية البنات ، والأولى أن يقال ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم.