شكا مزارعو محافظة قنا، من تأخر تسليم مقرراتهم من الأسمدة الزراعية الخاصة بالمحاصيل الشتوية، معربين عن غضبهم الشديد، جراء نقص الأسمدة الكيماوية، وعدم الحصول على مقرراتهم السمادية من الجمعيات التعاونية الزراعية حتى الآن، موضحين أن هناك نقصًا شديدًا فى الأسمدة الكيماوية المطروحة خلال تلك الأيام فى الشون والجمعيات الزراعية الموجودة بقرى المحافظة، مما يضطر العديد منهم للشراء من السوق السوداء، التى وصل سعر الجوال الواحد فيها لأكثر من «400 جنيه»، مطالبين المسئولين بحل تلك المشكلة قبل تفاقم الوضع، خاصة أن ألمحاصيل الشتوية القائمة حاليًا، تعتبر فى مراحل نموها، ونقص الأسمدة فى تلك الفترة يهددها بالتلف وتدنى معدلات الإنتاج. يقول بهاء عز، مزارع، إلى إن هناك نقصًا فى الأسمدة التى تم توفيرها للمحاصيل الزراعية الشتوية بمختلف مراكز المحافظة، مضيفًا إلى أن المحاصيل الشتوية قاربت على اكتمال نموها ولم يتم صرف السماد المخصص لها، موضحًا أن كميات الأسمدة التى تم إرسالها للمحافظة تعد قليلة جدًا وغير كافية. مشيرًا إلى أن هناك شكوى من الأسمدة المطروحة حاليًا، بقلة فاعلية المكونات الموجودة بها، مضيفًا إلى أنها لا تفى بالغرض ولا تعطى المحاصيل ما يحتاجه من عناصر مغذية له ولتربته. وفى ذات السياق طالب سيد عبدالرحيم مزارع، الدولة متمثلة فى الحكومة بالاعتناء بالزراعة والمزارعين باعتبارها مسألة تهم الأمن القومى للدولة المصرية. مشيرًا إلى أهمية المحاصيل التى يتم إنتاجها على الأمن الغذائى المصري، مطالبًا بدعم المزارعين وتلبية احتياجاتهم من الأسمدة الكيماوية. من جانبه صرح مصدر مسئول بإدارة التعاون الزراعى بقنا، التابعة لوزارة الزراعة، والمسئولة عن توريد الأسمدة الكيماوية للمزارعين، بأن هناك نقصًا فى الأسمدة الكيماوية بالفعل فى المحافظة، ناتجة من عدة أسباب، أولها: تأخر الإدارات التعاونية الزراعية، فى تسديد ما عليهم من أموال مستحقة لصالح شركات الأسمدة الكيماوية، وتراكم المديونات عليها، ما أدى لتباطؤ تلك المصانع فى إرسال شحنات الأسمدة، وقلة الكميات الموردة من قبل مصانع الأسمدة للمحافظة، مما جعل هناك عجزًا كبيرًا بين الكميات المتوفرة والكميات المطلوبة. كما استكمل المصدر حديثه « للوفد»، قائلًا: إن شركات الأسمدة اتجهت عقب تحرير سعر الصرف لتصدير جزء من إنتاجها للخارج، على الرغم من وجود عجز فى الأسمدة مقارنة بالمطلوب فى كل عام، مشيرًا إلى أن هناك شركات تخصص جزءًا من إنتاجها لتصدير، أمثال شركة أبوقير التى تنتج أفضل أنواع الأسمدة عالية الجودة فى مصر. وطالب النائب عبدالسلام الشيخ نائب الوفد بقنا، السيد وزير الزراعة، بحل مشكلة نقص الأسمدة الكيماوية للمحاصيل الشتوية، وزيادة الكميات المخصصة لمحافظة قنا، حفاظًا على المحاصيل الزراعية ومراعاة للمزارعين وعدم لجوئهم للسوق السوداء التى وصل فيها سعر جوال الكيماوى لضعف ثمنه، خاصة فى تلك الظروف، وتوفير سماد الأزوت «يوريا» بكميات تفى بالغرض من إنتاج شركة أبوقير أمثال «السماد المخصوص» بأنواعه. كما طالب النائب الوفد بقنا، الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بعودة صرف المخصصات الكيماوية من أسمدة ومبيدات وتقاوى زراعية، للبنك الزراعى المصرى كما كان معمولًا به فى السابق، مضيفًا إلى أن الجمعيات التعاونية الزراعية قد أثبتت فشلها فى توفير الأسمدة بالكميات المطلوبة للمزارعين، كما أنها أثبتت فسادها أيضًا، خاصة بعد الكميات الضخمة المفقودة والتى تم اكتشافها من واقع الكميات الواردة للمحافظة.