رأت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن انتشار الجماعات الجهادية المسلحة في جميع أنحاء العالم العربي على أعقاب الانتفاضات التي اندلعت العام الماضي يشكل تهديدًا قويا للاستقرار في المنطقة. وأكدت الصحيفة أن الجهاديين يمثلون تحديات جديدة أمام الحكومات الجديدة لتقويض الديمقراطيات الوليدة في المنطقة التي شهدت ربيعًا عربيًا أطاح بالديكتاتوريات والأنظمة المستبدة ويسعى إلى الاستقرار والحرية. وذكرت الصحيفة أن ثورات الربيع العربي هي التي أطلقت العنان لمزيد من الحريات التي استغلتها الجماعات الجهادية المسلحة لتجنيد أعضاء جدد وتمارس عملها الإرهابي ابتداءً من شبه جزيرة سيناء المصرية ومرورًا بشرق ليبيا وانتهاءًا بالحرب الأهلية المندلعة في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن صعود الجهاديين المتشددين في المنطقة واحدة من الأسباب التي أحالت القوى الغربية دون تسليح المعارضة في سوريا لاسيما مع تزايد حدة الصراع الداخلي الذي بدأ منذ أكثر من 19 شهرًا والآن بدى واضحًا تسربه عبر الحدود إلى الدول المجاورة. وذكر محللون سياسيون للصحيفة أن معظم الجماعات الناشئة ظهرت استجابة للمعاناة الشعبية والمحلية مع ظهور بعض الرؤى حول علاقات تنظيمية جديدة تربط تلك الجماعات بتنظيم القاعدة، مؤكدة أن معظمها تتبنى أيديولوجيات مشابهة لتلك التي يتنبنها تنظيم القاعدة وهو الأمر الذي يهدد مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة. ومن جانبها، قالت "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية "إن عام كامل من التحول الديمقراطي في معظم الدول العربية لم يكن كافيا لاستنزاف الاحتياطيات المتراكمة لعقود طويلة من التطرف في ظل الديكتاتوريات السابقة، ولكن الجماعات المتطرفة يسعون إلى استغلال فترات من عدم الاستقرار واختطاف تلك التحولات الديمقراطية، مما يثير بعض التحديات أمام صانعي السياسية الأمريكية في القارة الإفريقية." وتطرقت الصحيفة إلى واحدة من الجماعات الجهادية المتشددة الموجودة في ليبيا والتي تسببت في أزمة مدوية بين لبيبا والولاياتالمتحدةالأمريكية على ضوء الهجوم الضاري على القنصلية الأمريكية ببنغازي والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي لتشعل أزمة دبلوماسية بين الحليفين. وفي السياق ذاته، تسببت الجماعات الجهادية المسلحة في توتر العلاقات بين مصر وجارتها إسرائيل على خلفية سلسلة من الهجمات العسكرية من سيناء مصر على القوات المصرية والإسرائيلية على حد سواء.