حالة من الغضب يصاحبها قلق كبير ينتاب معظم مواطنى محافظة سوهاج وذلك بسبب كثرة حالات التسمم الغذائى الذى زاد عن الحد بشتى نواحى المحافظة من جراء تناول المواد الغذائية الفاسدة والتى يتم تصنيعها بمصانع تحت بير السلم والتى تم إنشاؤها بدون ترخيص ومخالفة لشروط السلامة الصحية والعامة وأقيمت فى غفلة من المسئولين وتستخدم هذه المصانع مواد مجهولة المصدر تؤثر بشكل كبير على صحة المواطنين، خاصة الأطفال لذا تعد هذه المصانع قنابل موقوتة تنذر بكارثة محققة إذا لم يتم كشفها والقضاء عليها. ورغم الحملات المتكررة وجهود مباحث التموين والصحة فى مواجهة تلك الظاهرة المميتة التى تؤرق مضاجع المواطنين أو الحد منها من خلال ضبط وإغلاق المصانع المخالفة، إلا أنها فى ازدياد وانتشار مستمر ويظهر ذلك واضحًا للعيان من خلال ما آلت إليه الأمور فى الفترة الماضية من ارتفاع حالات التسمم التى انتشرت وظهرت بقرى ومراكز ومدن سوهاج، حتى أن المواطن السوهاجى أصبح يتشكك من تناول أية مواد غذائية حتى وإن كان مثبتًا عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية. يقول خالد محمد: إن انتشار ظاهرة مصانع بير السلم تقلق الكثيرين من المواطنين فنحن لدينا أطفال نخاف عليهم كل يوم بعد أن انتشرت تلك المصانع، مشيرًا إلى قيام البعض ببيع عصائر معلبة مثل عصير المانجو أو الجوافة، حيث يتم استخدام زجاجات العصائر الفارغة التى تم استخدامها سابقًا ويتم تجميعها من المستشفيات وصناديق القمامة مطالبًا بتشديد الرقابة والقيام بحملات أكثر خاصة فى المناطق الصناعية التى يكثر بها تلك المصانع التى تنتج سمومًا تضر بالمواطن السوهاجى. وقال رأفت إن ظاهرة الباعة الجائلين انتشرت بصورة كبيرة لبيع منتجات لا نعلم مصدرها ولكن تجذب الأطفال الذين يقومون بشرائها بعيدًا عن أعين الأسرة مما قد يتسبب فى إصابتهم بالتسمم أو الأمراض، مؤكدًا أن انتشار مصانع بير السلم بسوهاج يدر على أصحابها معدومى الضمير أرباحًا وفيرة وهذا ما يعنيهم فى المقام الأول وليس صحة المستهلك. وقال الدكتور مختار صبرى بكلية اللغة العربية فى جرجا: إن ضرر مصانع بير السلم ضرر بالغ الخطورة على الجميع الكل يتأذى من انتشارها فلا يوجد شروط السلامة أو الصحة لا يوجد تعقيم، وبالتالى المنتج غير صالح وحتى يغرى وبجذب المستهلك يقوم بتخفيض السعر ونظرًا للظروف الاقتصادية ينجح فى ذلك ويدفع المواطن فرق السعر من صحته. وقال محمد ناروز إنه يجب النظر إلى قيام بعض تلك المصانع المخالفة التى تبيع منتجاتها بسعر أقل مقارنة بالسلع الغذائية السليمة والمعتمدة ويقبل عليها المواطنين لرخص السعر وهذه نقطة بالغة الأهمية والمواطن يريد السعر الأقل ولا يعرف هل تلك المنتجات صالحة أم لا لابد من النظر إلى تلك المسألة البالغة الخطورة وتوعية المواطنين بها مش معنى أن السعر أقل يبقى نشتريه لابد أن تكون هناك إجراءات مشددة على مصانع بير السلم التى تنتج مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية تضر بالصحة العامة وتضر بالصالح العام. وكانت مدينة طما شمال محافظة سوهاج قد شهدت منذ أيام إصابة ربة منزل وأطفالها الثلاثة، بحالة تسمم غذائي، عقب تناولهم عصيرًا معلبًا، تم نقلهم جميعًا إلى المستشفى المركزى لتلقى العلاج اللازم بعد أن شعروا بآلام فى البطن، وقىء مستمر، وتم حجزهم بالمستشفى تحت الملاحظة الطبية، كما استقبل مستشفى راشد التخصصى بسوهاج، طالبتين مصابتين بتسمم غذائى إثر تناولهما مخبوزات من بائع متجول بدائرة مركز جرجا بسوهاج، فيما شهد مركز سوهاج حالتى تسمم لاسرتين نتيجة تناولهم أطعمة ومعلبات من خارج المنزل، كما أصيب 3 طالبات بأعراض تسمم غذائى إثر تناولهن عصير «كوكتيل فواكه» من أحد محلات العصائر بدائرة مركز طما، تم نقلهن لمستشفى طما المركزى فى غيبوبة تامة، ثم تحويلهن لمستشفى أسيوط الجامعي، وضبط العاملين بالمحل المتسبب فى الواقعة، وكاد 9 أشخاص فى قرية شندويل بسوهاج أن يفقدوا حياتهم، بعد أن أصيبوا بأعراض تسمم شديد استدعت نقلهم إلى المستشفى العام للعلاج وبسؤالهم قرروا تناولهم وجبة شعرية إندومى. وأكد العميد محمد نصحى، رئيس مباحث التموين بسوهاج على أن هناك حملات تموين مستمرة ومكثفة بجميع أنحاء المحافظة وضبط المصانع غير المرخصة، مشيراً إلى أنه تم ضبط العديد من المصانع غير المرخصة التى تنتج مواد مجهولة.
