عيادة المريض من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال اهل العلم يستحب للمسلم عيادة أخيه إذا مرض سواء كان مرضه خفيفا أو شديدا . وقد ورد في السنة فضل عظيم للعيادة عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع قيل : يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال : جناها ) رواه مسلم. وليس هناك في الشرع وقت معين للعيادة ، وينبغي للعائد أن يتخير الوقت المناسب لزيارة المريض ويختلف ذلك بحسب اختلاف أحوال المرضى ، ولا يعود المريض وقت نومه وراحته وحاجته من أخذ دواء وطعام ، وإذا زاره جلس قليلا ولم يثقل على المريض إلا أن يكون يستأنس بمكثه ، ويسن له أن يدعو للمريض بما ورد ويقرأ عليه القرآن رجاء شفائه والتخفيف عنه ، وينبغي له أن يفسح له في الأجل ويعظم رجائه بالله روي في سنن ابن ماجه ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل ; فإنه لا يرد من قضاء الله شيئا , وإنه يطيب نفس المريض ) . وإذا كان المريض في سياق الموت سن تذكيره بالشهادة برفق من غير تعنيف حتى لا يجزع ولا ينفر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ( . رواه مسلم . ويذكره بالتوبة والخروج من المظالم والوصية. وتجوز عيادة الكافر إذا رجيت مصلحة تأليفه للإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست" قيل: ما هن يا رسول الله قال : "إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه ". ولقد كان من أدب السلف –رضوان الله عليهم– إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً في أهله، وإن كان حاضراً زاروه وإن كان مريضاً عادوه. يقول الأعمش رحمه الله: "كنا نفقد في المجلس فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه". وفي عيادة المريض –أيها الأخوة– ينجلي سمو الخلق، وحفظ الحق حين يكون أخوك في حالة من العجز، وفي انقطاع عن مشاركة الأصحاب حبيس المرض مقيد الفراش. فعيادته تخفيف عنه، وتسلية وإيناس لقلبه، وإزالة لوحشته، كما أن فيها تذكير له بالصبر، وعدم الجزع على ما فاته، وإصلاح ما انهدم من نفسه، فقد يحصل مع تحطيم النفس واليأس من إلغاء تمكن للشك، ووجود تسخط على الله، وبغض لقضائه وقدره، مما قد يزيل الإيمان في نفس هذا المريض، فيخسر الدنيا والآخرة.فيعاد ليذكر بالله تعالى، وبالصبر والاحتساب. كما أن في عيادة المريض قيام بحقوقه، فقد يكون معيلاً لأسرة وأبناء، أو ينفق على والدين كبيرين، فمن واجب أخوة الإسلام مواساته في مصابه، بأن يقف إخوانه إلى جواره، يخففوا من آلامه وأحزانه، بتحمل شيء من متطلبات الحياة، وتكاليف المرض، ورعاية الذرية والولد. ولا تقتصر فوائد عيادة المريض على المريض وأهله، وإنما العائد أيضاً مستفيد، فكم في عيادتنا للمريض من تذكير لنا بفقرنا وحاجتنا حين نرى المريض مستلقياً في فراشه، يتقلب ألماً، ويئن وجعاً، ونحن نرفل في لباس الصحة والعافية، فإن ما ابتلي به المريض يمكن أن نبتلي به نحن، فإن الله قادر على كل شيء، وليس أحد يمتنع عن الله وقدره وبلائه، نسأل العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة لنا ولكم ولجميع المسلمين.